المقالات

عبد المهدي العقلية الإقتصادية والسياسية

1561 2016-02-02

نتذكر في الحكومة السابقة كيف إنصاع السيد عادل عبد المهدي لأمر المرجعية، والتنازل عن المنصب الذي يتمناه كثير من المتشدقين والوصوليين والفاسدين، وكيف كان على مقربة من رئاسة الوزراء لولا أنه آثر الانصياع على عصيان أمر عقائدي، فكان مثالا لم يشهد له التاريخ الحديث، ودرس لمن تاهت عليه الأخلاق الشرعية، وبذا أثبت أنه لا يبحث عن المنصب بقدر ما أن لديه عطاء لبلده ويريد الخدمة، وما فاض منه خلال المدة المنصرمة خير دليل.

تعرض في السنوات التي سبقت تسلمه منصب وزير النفط لهجمة بشعة شملت تشويه سمعته ونزاهته، وهو الذي يملك الأموال حين كان من إتهمه بحاجة ماسة لها، ويتمنون لو كانوا مثله، ويا ليته تخلص منهم بعد إقصائهم من مناصبهم، ولعل البعض يسأل لماذا الدفاع عنه أو تبييض سمعته وهو البريء من كل التهم الزائفة، وقد غاب عن المتلقي كثير من الإتهامات الملفقة، التي لا يريد عبد المهدي تبيانها للإعلام، والتزامه الصمت طيلة الفترة السابقة .

بحسب علمي أنه لا يحب أن يدافع عن نفسه، ومن منطلق أن من كان ثوبه خالياً فلا يخشى أحداً، فعمل بصمت طيلة فترة إستلامه مهام الوزارة، واستطاع أن يقفز بالوزارة من أرقام بسيطة كانت على عهد النظام السابق، الى أرقام لم يشهدها العراق سابقاً، ورقم أربعة ملايين ليس بالرقم السهل، ولولاه لوصلنا لدرجة إفلاس حقيقي لو كان التصدير على سلفه، الذي أدخل العراق بدوامة التراخيص، التي تتقاسم الشركات مع المواطن العراقي ثروته المهدورة .

بأمر من رئيس الوزراء ذهب وزير النفط الى كردستان، لحل الازمة العالقة التي لم يستطع فك طلاسمها الا الراسخون بالعلم، وقد إستطاع فكها بإتفاق يلزم الإقليم بتصدير رقم تم الإتفاق عليه، ودفع رواتب البيش مركة يقابله دفع الحكومة الإتحادية ميزانية الإقليم وكل مرتبط ببعضه، فكانت المصيدة التي نصبها عبد المهدي، وأوقعت من حاكها بالشراك! وهذه الإتفاقية أخرست الألسن التي كانت تتبجح بالأمس وتنعته بالجهل السياسي، واليوم الإقليم يئن من العوز بفضل تشدق البارزاني .

كل من يتهم السيد عبد المهدي كان خائفا منه، والتاريخ يسجل له الإنتصار تلو الإنتصار، ولا ننسى كيف إفتعل من يتربص به أزمة الغاز في العام الماضي، وكيف تم القضاء عليها بغضون أسبوع واحد، فلم يجدوا ثغرة واحدة يمكنهم التوغل منها لوضعها بجدول التسقيط، الذي يعمل عليه جيش الإعلام الرخيص في النيل من الناجحين، لانهم أفلسوا ويبحثون النجاح من خلال التسقيط السياسي الذي تشهده مواقع الإتصال الإجتماعي والمواقع الاليكترونية فما عاد المواطن يصدقهم .

طيلة فترة الولايتين الماضيتين عجزوا عن إقناع حكومة الإقليم بضرورة الإتفاق المرضي للطرفين بالطرق الدبلوماسية، وبفضل الحنكة والدراية الواسعة لعبد المهدي، في كيفية إقناع الطرف الآخر جاء الإتفاق بما أرادت حكومة المركز، وتم ربط صرف ميزانية الإقليم بتصدير النفط عبر سومو، وكان مسعود يتصور أنه قادر على تصدير النفط خارج السياقات، والمساومة مستقبلا كما فعل بالسابق، لكن الإتفاق المبرم كان القشة التي قصمت ظهر البعير، وهاهم اليوم يتوسلون في سبيل إبرام إتفاق جديد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك