المقالات

العراق والحكم .... الاسلاميون انموذجاً ؟!!

1818 22:58:37 2016-02-04

ينبغي في البدء ان نفرق بين الاسلام كدين معصوم لايقول التأويل او التفسير ، كونه حمل رسالة سماوية ، ومنهج الهي واضح (القران الكريم ) ، وبين الإسلاميين كاسم او شعار او منهج ، لان هناك خلافاً كبير بين النهج والمنهج ، فالسياسيون الاسلاميون الذين حكموا العراق بعد سقوط النظام العلماني سواء من السنة او الشيعة ، لم تتطابق خطوات او اُسلوب او سلوك مع النهج الاسلامي ، مرة كونهم بعيدين عن هذا المنهج ، ومرة لا يمكنهم تطبيق هذا النهج مع وجود المغريات في الحكم والسلطة ، لهذا لا يمكن إلقاء اي فشل في اي تجربة للاسلاميين بانه فشل للاسلام كدين ومنهج . 

هناك هجمة واستهداف للمنظومة الاسلامية عموماً( المرجعية الدينية ، الحركات الاسلامية ، الحشد الشعبي ، وعموم العملية السياسية الجارية في البلاد ) ، وهي مقصودة وموجهة للمنهج الاسلامي في العراق ، خصوصاً الحالة الاسلامية الشيعية ، والتي تبنت الحكم في العراق بعد سقوط النظام ، وهناك اجندة معدة لاسقاط التجربة التي يقودها الاسلاميون ، وتصوير المشهد على انه فشل ذريع للاسلاميين في قيادة البلاد ، مع العلم ان النظام القائم لا يمكن عده نظاماً اسلامياً ، وإنما هي تجربة عبرت عن جميع الاطياف والالوان ، ولابد من الاعتراف أيضاً انها تجربة شابها الكثير من الخلل والعطل في المثير من مفاصل الدولة ، والذي بدوره انعكس على تجربة الإسلاميين بشكل عام ، كما ان الأجواء الديمقراطية التي سادت الوضع السياسي العراقي بعد السقوط ، كان بيئة جيدة لولادة الكثير من الاتجاهات والتيارات المختلفة بدون اجندات واضحة وروية واضحة لها ، مما شكل وضعاً غريباً في البيئة السياسية ، الامر الذي شكل تدافعاً غير مسبوق وغير منضبط وصراع على المكاسب المالية والسلطة . 

ربما فترة الثلاثة عشر عاماً ليست بالفترة الكافية لتقييم حكم الإسلاميين خصوصاً مع وجود التحديات الخطيرة والكبيرة التي رافقت هذه الولادة الجديدة ، من ارهاب واقتتال طائفي ومفخخات راح ضحيتها الالاف من الأبرياء العزل من الشعب العراقي ، وآخرها الارهاب الداعشي الذي كان امتداد لهذه الاجندات واداة لتغيير خارطة العراق خصوصاً والمنطقة عموماً، كما ان التداخلات والعراقيل وازمة الثقة بين المكونات السياسية ، كان احد اسباب تراجع الإسلاميين وفشل تجربتهم ، وتحول الديمقراطية الى حكومة المكونات لا حكومة ديمقراطية تحمل عنوان الكفاءة والنزاهة بين أسطرها ، وهذا ما ولد صراعاً وتصادماً بين هذه المكونات من جانب ، وبينها مجتمعة وبين الحاكم الذي لا يملك الروية والإدارة الصحيحة والمستندة على مهملة الدستورية في حكم البلاد . 

كما ان التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي كان سبباً مهماً في تراجع الإسلاميين ، لان الحكومة كان ينبغي لها ان تكون الراعية لكل المكونات وردم اي هوة بين مكونات الشعب الواحد ، ويبقى الاعتزاز بالعقيدة والمذهب شي شخصي ، ويبقى الجميع يعيش تحت خيمة العراق الواحد ، ولكن نجد البعض استخدم سلطته لتعزيز التفرقة بين ابناء الشعب ، وتعزيز الصراعات الداخلية ، والنفخ في نار الطائفية لتحقيق غايات سياسية وأجندات خارجية ، الغاية منها ادخال البلاد في نفق مرعب ومظلم لا يمكن الخروج منه الا بهلاك شعبه او تحقيق الاجندات والاهداف المرسومة ، كما هو المراد الان في تقسيم البلاد على اسس طائفية او قومية ، وكل هذا يحصل تحت ظل حكومة الإسلاميين ، وهذا ما يعد علامة فاصلة وخطيرة في حكم الإسلاميين بالعراق .

اعتقد ان الدوافع أصبحت واضحة المعالم في تسقيط التجربة الاسلامية ، وهي الإيحاء ان التجربة الأسلامية أصبحت غير مرغوب بها ، ومرة يكون الاستهداف من جهات داخل المنظومة الاسلامية ولأهداف سياسية وانتخابية ، ومرة يكون الاستهداف من المنافسين الآخرين وتصوير المشهد بصورة سوداوية قاتمة لاتحمل اي شي من الامل او النجاح ، كما ان الشي المهم ان اغلب الذين وصلوا الى الحكم من الاسلاميين لا يملكون خبرة في الحكم كما انهم لم يمارسوا الحكم من قبل ، كما ان عدم وجود الروية الواضحة عند البعض من الاسلاميين جعل السواد الاعظم منهم يظهر بمظهر الفاشل ، مع توفر اسباب هذا الفشل من تراجع في جميع الجوانب الاقتصادية والأمنية والسياسية . 

اعتقد من الضروري الشروع بوضع منهاج واضح للحكم ، مع روية أوضح في ادارة موسسات الدولة ، والسعي من اجل بناء الدولة على اساس المهنية والكفاءة والنزاهة ، وتفعيل موسسات الرقابة والنزاهة سواء على المستوى البرلماني او التنفيذي ، ومحاربة الفساد ، وطرد المفسدين ، وارجاع أموال الدولة من بنوك الخارج ، وتفعيل الجانب القضائي ونزاهته ، والسعي الجاد في تفعيل دور الصناعة المحلية والجانب الاستثماري والنهوض بالصناعة والزراعة والتي هي من اهم مقومات  نجاح الدولة العصرية الحديثة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك