المقالات

ألحكومة ألتكنوقراطية , هل هي الحل ألأمثل ؟

1280 18:12:39 2016-02-15

يقول ألكثيرون أن "حكومة ألتكنوقراط" هي الحل ألوحيد و ألأسلم لأصلاح ألجهاز ألحكومي و الدولة . ويقترح ألبعض على "ألكادرألأصلاحي" و طليعته رئيس الوزراء ألدكتور ألعبادي أن يأتوا بقائمة متكاملة بأسماء أشخاص تكنوقراط كفوئين مستقلين سياسيا ليشغلوا مناصب ألوزراء ألحاليين . هذا كلام جميل, ظاهره منطقي وملب لطموحات ألعراق والعراقيين بأستثناء ألفاسدين و المفسدين و من ستتضرر مصالحهم الشخصية غير المشروعة ولكن جمع قائمة بأسماء تكنوقراط كفوئين مستقلين سياسيا ليقوم بتنظيف و تقويم جهاز الدولة ألمتهرئ ألفاسد ثم أدارة ماكنته بكفاءة و نزاهة وعدالة مطلقة ماهوألا أفتراض سهل ألقول , صعب ألتحقيق للأسباب التالية:

1 ـ أن ماكنة جهاز ألدولة هي ليست "كمبيوترا ألكترونيا" تدخل فيها "ألبرنامج ألألكتروني" أو "ألبطاقة أللألكترونية" ثم تضغط بعض ألأزرار فتدور عجلتها و تنجز المهمة "أوتوماتيكيا" كاملة بدون نواقص أو أخطاء! هناك عوامل مؤثرة عديدة كألأنسانية و ألنفسية و غيرها كثير و كثير. . 

2ـ ألشخص ألتكنوقراط قد يكون دارسا لموضوع أو أختصاص ما و قد يكون متعمقا فيه و ربما فريدا أو نابغة و لكنه ليس بألضرورة قادرا على أدارة أعباء وزارة متشعبة ! بل ربما عمله كأستشاري في موضوع أختصاصه هو أنفع من قيامه بأدارة دفة وزارة بمن فيها وبما فيها .

3 ـ أن تأتي بشخص ما مهما كانت خلفيته علمية وتقنية وثقافية و تضعه على قمة هرم مؤسسة ما أو وزارة ما من دون أن يكون قد تدرج في أقسامها و هضم طبيعة أعمالها و نشاطاتها ليس بألأمر الصحيح . و كمثل أيضاحي أذكر ما يلي : عملت أنا شخصيا و لسنوات طويلة جدا في أحدى الشركات العالمية ألعملاقة و قد كانت هذه الشركة تقوم بعملية تطوير و تقييم مستمرين لموظفيها و ترسم لكل منهم مساره ألوظيفي المستقبلي حسب توقعاتها و تقييمها. و بموجب هذا "ألمسار ألوظيفي ألمستقبلي ألمتوقع و ألمرسوم" تعد له خطة تدريب و تطوير و تهيئة (بما في ذلك تقليده بضعة وظائف لفترات محددة) لأيصاله للمنصب المحدد له سلفا . وقد يستغرق هذا المسار عدة أعوام!

4 ـ بطبيعة الحال لا يمكن أستبدال جميع كوادر الدولة كاملة, من قمة الهرم الى قواعده ( هناك حالات قامت بها بعض الشركات ألكبيرة بحل نفسها كاملة و الشروع من نقطة الصفر من جديد و لو أن هذه حالات قليلة جدا) و عليه فأن عملية ألتنظيف و ألأصلاح لا بد و ان تعتمد و بألضرورة على الكوادر أو معظم الكوادر ألمتواجدة في جهاز و هيكل الدولة ألحالي . و أن ألضغط الشعبي و "كوادر ألأصلاح" , و على رأسهم ألدكتور العبادي , سيجدون أستجابة ربما يمكنني تسميتها فورية لقراراتهم و أوامرهم ألأصلاحية نتيجة لحالة الرعب المسيطرة على الفاسدين منهم ونتيجة للوطنية و الحماس ألمتأجج في نفوس ألشرفاء و هم بلا شك كثيرون. ما أريد أن أقوله هو أن جزءا (و ربما كبيرا ) من ألأصلاح يمكن تحقيقه بجعل الفاسدين ينفذون ما يؤمرون به مرغمين و مرعوبين وبالسرعة المبغية . و هذه حالة مخالفة للمعتقد ألقائل : "ألفاسد لايمكن أن يكون مصلحا" ويمكن تسميتها حالة أو فرصة "آنية موقته" يجب أستغلاها.

5 ـ ألمطلوب ألواجب هو حكومة تكنوقراط كفوئين مستقلين سياسيا . ليس هذا فقط وأنما يجب ان يكونوا ذوي خبرة و مهيئين للمناصب التي سيشغلونها لتنطبق عليهم صفة ألكفوئين.

6 ـ ألحق يجب أن يقال . علينا أن نقدر و نحترم و نستفيد ممن ضحى و خدم هذا الوطن و ممن أكتسب اثناء خدمته في المواقع الوظيفية ألتي شغلها لفترات قد تكون طويلة خبرات ثمينة . ينبغي أن لا يؤخذ ألبريئ و الشريف بذنب المسيئ . ينبغي عدم التعميم كما ينبغي فرز ألمفسدين عن ألشرفاء ألذين خدموا هذا البلد و اصبحوا أنفسهم ثروة لا يستغني عنها بلدهم العراق وهم بلا شك كثيرون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك