عبدالله الجيزاني
قدم رجال الدين للامة، كل مايملكون، ضحوا بكل شيء، ولم يطالبوا جزاء في الدنيا من بشر، كانوا السباقين في التصدي لكل التحديات التي مرت على الامة، كانت دمائهم اول ماتراق عند المواجهة، رجال الدين الذي نعنيهم رجال الله الخلص وليس الادعياء، جلال الدين الصغير؛ هذه القامة الشامخة تميز بالثبات والصمود والصلابة، لم تشهد اي مرحلة من حياته انه هادن او سكت او وقف على الحياد، عندما يكون احد اطراف المواجهة مذهب اهل البيت، بدأ رحلته مع الشهيد محمد باقر الصدر.
ينضم لحركة مجاهدي الثورة الاسلامية، بقيادة السيد عبدالعزيز الحكيم، تلك الحركة التي نفذت كل العمليات الجهادية ضد نظام البعث في بداية الثمانينات، بعد ان افتى الشهيد الصدر بالمواجهة المسلحة مع البعث. خرج من السجن وهاجر الى حيث اهوار العراق، الى جانب اشقائه جمال وابو اسلام، بعدها كلف بأعمال في سوريا، فكان يقاتل على جبهتين مواجهة الانحراف العقائدي الذي بدأ ينشره بعض الادعياء، والتواصل مع مجاهدي الداخل.
عاد الشيخ جلال الدين الصغير الى العراق بعد 2003، ليكون عضو مناوب في مجلس الحكم، ويعتلي منبر جامع براثا الشهير، لقب بأسد بغداد، فقد ادخل الرعب في قلوب البعث واذنابه والارهابيين، تعرض غير مرة لمحاولات اغتيال، استخدمت ضده كل اساليب الضغط، لم يتراجع او يخفف من لهجته الثورية.
كان الشخص الوحيد في مجلس النواب، الذي يخشاه ارهابيي السياسية والفاشلين، كل مداخله للشيخ جلال الدين الصغير، كانت ثورة متكاملة وصرخة وجدان وضمير حي، لم يهادن فاسد او فاشل، تصدى بمفردة لقانون البنى التحتية، ليؤده ولينقذ العراق من حمل كان سيزيد من مأساته اليوم مآساة، حاولوا وحاولوا، وصل الحال الى محاولة استخدام الايدي لاسكاته، وتجنيد رجالهم في البصرة للتشويش لاسكاته.
لكن هيهات ان يسكت، صدرت فتوى الجهاد الكفائي كان واخوانه وابنائهم في الصف الاول من المواجهة، حيث شكل سرايا العقيدة، التي صالت وجالت من اطراف بغداد، حتى جبال حمرين.
جلال الدين الصغير، ضمير حي استفز من ماتت ضمائرهم، جلال الدين الصغير عنوان تضحية هزت عروش اصحاب الشعارات البراقة، لذا بحثوا في كل مفاصل وتاريخ خستهم علهم يوقفون صرخته التي قضت مضاجعهم، ليقولوا ماشاءوا، ليتصيدوا بين الاسطر، يبقى جلال الدين قامة للغيرة والاخلاق والتدين، يبقى الصوت الاعلى والاوضح بوجه كل انحراف مادام في الحياة بقية..
https://telegram.me/buratha