المقالات

نفط كردستان.. نفط كركوك

2444 01:49:15 2016-03-22


توقف الضخ كلياً الى جيهان منذ 17 شباط الماضي بسبب عمليات تخريبية عطلت الانابيب في الاراضي التركية.. وكانت العلاقة النفطية بين الحكومة الاتحادية والاقليم سالكة نسبياً للنصف الاول من 2015، وغير سالكة لبقية العام.. فاتفاق الموازنة يتضمن تسليم "سومو" 550 الف برميل/يوم في جيهان.. مقابل تسديد الحكومة حصة الـ17%.. واستطيع ان ادعي ان الاسعار لو بقيت مرتفعة بمعدلات 2014، او حتى بمعدلات 60 دولاراً للبرميل، لمضى الاتفاق قدماً، رغم الخلافات.. لكن انهيار الاسعار جعل الاموال في بغداد شحيحة جداً، وحاجة الاقليم للاموال ضرورة قاتلة. فبدأ الاقليم بتقليص كميات النفط التي يسلمها لبغداد، وانخفضت الـ17% من الاموال التي تسلمها بغداد لاربيل، لينقطع الاثنان تماماً في ايلول 2015.

رغم ذلك استمرت شركة نفط الشمال بتسليم كميات بمعدل 150 الف برميل/يوم تقريباً، انتظاراً للمباحثات. ولان المعدلات المستلمة عندما توقف التسليم كانت بحدود 300 الف برميل/يوم تقريباً.. ولتراجع كميات ما تتسلمة الحكومة الاتحادية، حتى عن معدلات الحقول الجنوبية لكركوك.. لذلك بدأنا بالتصريح ان هذا الوضع غير مقبول، سواء امام لجنة الطاقة البرلمانية، ومع قيادات الوزارة، والسيد رئيس الوزراء ومسؤولي الاقليم.. وصدرت بيانات رسمية تبين حراجة الموقف، وهو ما توج بمذكرة رفعت لرئيس الوزراء في 10/12/2015 تتضمن ان المفاوضات ان لم تجر سريعاً، فاحدى الخيارات توقف شركة نفط الشمال تسليم الكميات التي تنتجها، ما لم يقابلها تسليم كميات في "جيهان"، خصوصاً ان رواتب منتسبي الشركة هو حوالي 25 مليار دينار/شهر، دون ذكر التكاليف الاخرى. لذلك عندما صوت البرلمان – ومنهم الكتلة الكردستانية- على الاتفاق النفطي، كان الاعتقاد ان "سومو" ستبدأ باستلام الكميات المقررة، وان بغداد ستبدأ بدفع الـ17% المقابلة.

لم يحصل شيء من ذلك، ولم تجرِ مباحثات جدية.. وعندما توقف الضخ بسبب العمل التخريبي، اتخذت الوزارة قراراً علنياً بتوقف شركة نفط الشمال تسليم اية كميات اضافية ما لم تجرِ تسويات مقابلة.. فلا توجد اسرار او مفاجئات، كما صرح البعض.. كما لا يوجد اي مسعى للتدخل في اية خلافات سياسية سواء في الاقليم، او خارجه. فالوزارة وزارة اتحادية مسؤولة عن نفط العراق كله، وسلوكها وخططها هو الوصول لاهداف محددة في اطار هذه المسؤولية، ولمصلحة الجميع، وليس اي امر اخر

الوضع حساس ومعقد ويهدد بتطورات سلبية ويحتاج الى حلول ومساع جدية، وامامنا خياران:

1- ان نعود لاتفاق الموازنة النفطي ونسعى لتحسينه على ضوء الثغرات التي تخللته في 2015.. وهو الحل السريع والمباشر والمتفق عليه.
2- الذهاب لاتفاق جديد وفق الدستور والقانون، وهناك افكار عديدة، احداها التعامل بالكميات لتجاوز مسألة المدفوعات المالية واشكالاتها عند زيادة او انخفاض الاسعار، او مشكلة الصادرات. ولتحقيق الامر هناك متطلبات اساسية مسبقة ومنها..

1- نفوس الاقليم لضبط المعدلات الصحيحة وفق الدستور، وضوابط الشفافية والمعلوماتية الصحيحة والتي تسمح بالتحاسب الاصولي..

2- الية تحمل النفقات السيادية والحاكمة..

3- الية التعامل المشترك في المناطق المتنازع عليها، ومنها كركوك..

4- السلطة السيادية في التعامل مع الخارج..

5- امكانية ادخال مصالح اضافية كالكهرباء والمصافي والغاز والمشتقات النفطية والسياحة ومستحقات الشركات، والالتزامات الدولية الخ التي يحتاجها هذا الطرف او ذاك للخروج من المعادلات الجامدة الى معادلات اكثر مرونة لا تحصر الموضوع بالنفط فقط، بل بمصالح موازنة وتعويضية اخرى.

رغم كل ما يطرح من خلافات ودعوات للاستقلال الجزئي او الكلي، يؤكد الاقليم بتياراته المختلفة اكثر من اي وقت مضى بان بغداد هي الاقرب لتحقيق مصالحه.. وانه يتحمل جهداً استثنائياً في محاربة "داعش" وفي ايواء ملايين النازحين، وانه يواجه ازمة مالية حادة.. وواجبنا كمسؤولين وكمواطنين بذل كل الجهود بما يحقق اعلى مستوى من المصالح لكافة العراقيين، ولترصين الوحدة الوطنية وتفكيك المشاكل وايجاد الحلول لها لا تعقيدها، وفق اسس العدالة والدستور والوقائع التي على الارض واحتمالات المستقبل.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك