المقالات

النظام الديمقراطي وجذور البعث !...

1897 2016-04-22

العراق مر بمراحل كثيرة، وتناقل السلطة بين الفينة والأخرى، وجَبِلَ العراقيون على مفهوم "اللي يأخذ أمي يصير عمي"، وخاصة آخر فترة قبل النظام الديمقراطي، والنظام السابق دليل واضح على إرساء المفهوم لدى المواطن العراقي، وترسّخَ لديه آيديلوجية نظام الحزب الواحد، بكونه مسيطراً على كل المفاصل، التي أنتجت القائد الضرورة، التي عانينا منها الويلات والخراب وصل لنفسية المواطن .

الوصوليون جيل أنتجه نظام البعث، والمكر هو الأسلوب الذي يتبعه هؤلاء، والتحايل وصل لدرجة كثير منهم تم إستثنائهم! بينما البرنامج يقول محاسبة كل البعثيين الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين الأبرياء، وهؤلاء لا ذنب لهم سوى أنهم رفضوا ذلك النظام القمعي، الذي صادر الحريات وحكم بالحديد والنار، ولا يمكن لأي مسؤول أو وزير أن يعمل مشروع أو أي شيء يخدم البشرية إلا بموافقة القائد الأوحد، وكأن الوزراء أو غيرهم ممن يتولون المناصب مجرد قرقوزات لا غير! .

كل مفاصل الدولة المهمة والأمنية والعسكرية، كان نصيب البعثيين الجزء الأكثر، بل المواقع المهمة تديرها تلك الشخصيات المستثناة من الإجتثاث، سيما مجلس النواب، ومن ورائهم أيضاً شخصيات لا تستطيع الدخول للعراق، لكنها حاضرة من خلال القرارات التي يطلقها نواب نفسهم بعثي صرف، ليأكدوا أنهم خرقوا الدولة الديمقراطية، ويعتبر هذا مكسب لهم! وإلا ماذا تسمي النواب الذين إعتصموا داخل قبة البرلمان، يريدون تغيير العملية السياسية برمتها، والشعب الغافل نائم لا يدري ماذا جرى في كواليس السياسة .

الإعتصام تكَفَلَتْهُ الجماهير، وليس من في هرم السلطة التشريعية، التي ليس لها أكثر من خيارين، إما أن تكون مع الحكومة، وإمّا معارضاً، وأكثر من ذلك فالجماهير هي التي تكفلت به، وهنالك سؤال نحتاج إلى إجابة من أؤلئك النواب المعتصمون، أين كنتم عندما تم إعدام ألف وسبعمائة طالب من طلاب القوة الجوية في سبايكر؟ وماذا ستعملون في المستقبل! وهل لديكم خطة في محاسبة السرّاق، الذين سرقوا الأموال العراقية وهربوها لخارج العراق؟

كان من المفروض أن تكون هذه الأعداد المعتصمة، بكتابة تقرير كامل عن ضياع ثلث العراق، بيد الإرهاب، إضافة إلى محاسبة رأس الفساد، ومن يقف وراء ضياع الأموال؟ والعمل بمبدأ من أين لك هذا، وتكون قد أبرّتْ بالقَسَمْ، وتكسب تأييد جمهورها، الذي إنتخبها ووضع ثقته بها، وهل فكرتم ولو للحظة، بأن كثير من الذين أيدوكم لم يكونوا من نفس كتلتكم وانظموا معكم! إنهم يريدون أن يتملصوا من المحاسبة، ليقروا نظاماً جديداً يحميهم مستقبلاً، بعدما أحسّوا بأن الحساب قادم .

إحذروا البعث فأنه تغلغل في كل المفاصل، وبدأ يغير كثير من الإرادات والمسارات، ولا يريد لحكومة قوية تدير العراق، ليثبتوا أنهم القادرون على إدارة الدولة، والأمن بشكل خاص! ولهذا ترى مفخخاتهم تلهب الأجساد وتقطعها بين الحين والآخر، ووضع يدهم بيد من يدير دفة الإرهاب في العراق وسوريا واليمن، دليل واضح لا يحتاج إلى تبيان، وقرار السيد مقتدى الصدر، كان القشة التي قسمت ظهر البعير، وتفتت ذلك الجمع الذي فرح لساعات، وسيحزن لسنوات قادمة، لان المخطط تم إفشاله وهو في المهد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك