المقالات

إصلاحٌ يحتاج لخارطة طريق ...

2337 2016-05-08

ذكر رب العزة والجلالة في محكم الكتاب، أنّهُ "ما تركنا في القرآن من شيء"، بمدلول الإكتشافات التي تظهر بين الحين والآخر من قبل الغرب، ويعتبرونه إنجازا علمياً لا غبار عليه، وبعد فترة يجدون أصولهُ ذكرها رَبّي قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، ومن هنا أشير للآيات البينات التي لا تحتاج إلى تطابق علمي، بقدر ما تحتاج إلى تفكر وتمعن! والحلال والحرام معروف، لان أبسط مخلوق يعرفه، فكيف بالطريق السوي من غيره، وهنا اقصد البشر حيث أعطاه الخالق عقل وفضَّلهُ على باقي مخلوقاته ؟.

بناء البيت يبدأ من شراء الأرض، وتكليف ذوي الخبرة برسم الخارطة، ويتم الإتفاق مع مقاول يتبنى مسؤولية البناء، وتوفير مواد البناء والمدة المقترحة بنهاية التنفيذ وفق إتفاقٍ وحسب التصميم، وكل هذا الأمر لا يمكن إتمامه من دون أموال، لأنها تشكل أساس كل الذي ذكرناه آنفاً، والنِكال بالإتفاق يجب أن تكون هنالك مبررات موجبة، وإلاّ فالإتفاق ملزم، ولهذا تضع الشركات في بنود العقود غرامات تأخيرية، ومن غير الممكن أن تقبل أيَّ الشركة بالخسارة .

الإصلاح لا يتم عبر التخريب أو الإعتداء على نائب تم إنتخابه من قبل الشعب وهو ممثل للشعب كما حصل في الأيام الأخيرة وعبر ما شاهدناه من تصريحات من بعض النواب أنهم لا يهمهم حتى لو احترق العراق والمهم لديهم هو النصب والمميزات التي يسيل اللعاب عليها وكأن العراق محصور بأشخاص وهم لا يعرفون أن العراق اكبر من الأشخاص ونهاية صدام ومن معه أبسط مثال وإذا كان الإصلاح المزمع السير به وفق ما شاهدناه من النواب الذين اعتصموا فلسنا بحاجة إليه لأنه لا يرقى إلى الطموح .

السيد رئيس الوزراء الذي تصدى لعملية الإصلاح، التي إنتهت صلاحيتها، وهو من خلال المسار أثبت أنه لا يملك رؤية واضحة، بل كانت تلفها الضبابية والمستقبل المجهول، لأنها بدون خارطة معروفة المعالم ومبهمة، أو الظاهر من خلال التصريحات أنها عملية وقت، كما كان سلفه يفعل من خلال المسار الذي إنتهجهُ سابقا، ويبدو أنهم ماضون، بل ومتفقون داخل أروقة حزب الدعوة! أنهُ لا بديل عن البرنامج الذي لا يملكون غيره، سوى الوعود والخطاب الرنّان، وبات هذا مكشوفا للجميع . 

حرق العراق من خلال الأداء غير المسؤول، من بعض نفر ضال لا يريد للعراق خيراً، أمر على القانون أخذ مجراه مع هؤلاء، والتصريح الذي بدر من سماحة السيد مقتدى الصدر بتصريحه، أن هؤلاء لا يمثلونا، أو أنهم ليس بجمهورهم "ثيران"، لا يصلح ما أفسده هؤلاء المتظاهرين، والإعتداءات التي حصلت يبدوا أنها مدبرة سلفاً، وإلا كيف يكون متظاهر سلمي يرفع علم العراق ويعتدي على نائب، أو ممتلكات مجلس النواب التي حطموها، وهي ليست عائدة للنواب أنفسهم، لأنها أموال الشعب ويتم صرف تلك الأموال من ميزانية الدولة، وليس من جيوب ممثلين الشعب . 

تشكيل ائتلاف سياسي عابر للطائفية والمحاصصة بات أمراً ضرورياً، بل ومهم في هذه المرحلة العصيبة، سيما ونحن نواجه إرهاب بات بين قوسين أو أدنى، من إحباط العملية السياسية بكاملها، التي بدأت تتهاوى بفعل الأداء الهزيل، والضعف البائن من خلال المحصلة، التي لم نجني منها سوى الفساد والسرقات والمناصب التي تم زرعها في الحكومة العميقة، والإتيان بشخوص لا يملكون الخبرة والشهادة المؤهلة لتولي تلك المناصب الحساسة، والتي تحتاج لشخص صاحب خبرة وإرادة حديدية، للنهوض بالواقع المزري .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك