المقالات

عبد العزيز الحكيم وبناء الدولة ...

2183 2016-06-08

كتب داود البصري أحد الكتّاب المأجورين، في بداية تشكيل الحكومة العراقية، واضح الإنتماء المدافع عن الإحتلال والسطوة والقوة، يقابله الإستهانة بكلمات يسيطر عليها الإستهزاء بما يملكه المجلس الأعلى ومقاتليه بالذود عن الوطن، وأعتبر ذلك التهديد فارغ المحتوى! ولا يعلم ماهيّة الفكر الذي يحمله رئيس المجلس في حينه، والقوة العسكرية المدربة، ومسألة رفع السلاح بوجه الاحتلال نكران للجميل! الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية حسب إعتقاده ِ بتخليص العراق من نظام صدام !.

الهرولة خلف الأمريكان لجأ إليه كثير من السياسيين في باديء الأمر! والأرشيف الصوري والصوتي وما ذكرته وسائل الإعلام واضح للعيان خير دليل، وتصدر المجلس الأعلى وفي أول تشكيل للحكومة، ومجلس الحكم كان النواة الأولى، والانطلاق صوب العملية الديمقراطية، وغاب عن المتابع كيفية إختيار المسار وإنشاء دولة، وتهديد السفير زلماي خليل زاده، وكشف نواياه من خلال إيجاد أرض خصبة، لوجود عدو كان أسهل الطرق لإخضاع القيادة العراقية الجديدة للإرادة الأمريكية، خاصة المجلس الأعلى وكوادره وتنظيماته، لأنه النَّد الوحيد الذي وقف بوجههم . 

تشكيل الحكومة العراقية كان بيد المجلس الأعلى، وإمتلاكهٍ القوة العسكرية الوحيدة التي تمتلك زمام الأمور، وهي قوة مدربة على أنواع القتال، ويمتلكون تجربة سنين في مقارعة أعتى نظام إستبدادي، وبإمكانها إخراج الأمريكان بقوة السلاح، وكان يعاب على المجلس الأعلى بتسمية أمريكا بالشيطان الأكبر، لأنها سبب كل البلاء الذي حدث في المنطقة العربية، التي لا زال العراق يعاني إثر تلك التدخلات، وهنا إستطاع السيد عبد العزيز الحكيم، وبعد التقائه بالمراجع في النجف الأشرف، تشكيل الحكومة العراقية، وبعدها الإسراع بإنتخابات جعلت اللبنة الأولى بعصر جديد .

بعد إعطاء الضوء الأخضر للعناصر الإرهابية، وبقايا نظام البعث للعبث والوقوف بوجه إنشاء دولة، كانت الأنظار تتجه صوب الحكيم، لكن المثير للغرابة أن أكثر الأصدقاء كان يقف بالضد من أي مبادرة يطلقها سماحته، دون طرح مبرر لتلك المعارضة، بل يجهلون لماذا عارضوا! ولم يتجرأ أحد من أولائك بالسؤال ولو من باب الإستفسار، بل ساروا بركب المحتل، وبرروا له كل الخطوات التي تقف حائل دون تحقيق ذلك، وما وقوفهم أمام مبادرة تشكيل اللجان الشعبية ومسألة الأقاليم أبسط دليل، ولو تمعنوا بما يحمل السيّد عبد العزيز من فكر وبعد نظر، لما وقفوا تلك الوقفة وما أحوجهم اليوم إليها .

فقدناه بوقت كنّا أحوج إليه، كما فقدنا من قبله شهيد المحراب، ونتحسر عليهم لأننا كنّا نعول عليهم كثيراً، ولم نلحق ببرنامجهم الذي أعدّوه لبناء دولة، فكانت الشهادة ختام لتلك الرحلة الجهادية، ولو قرأنا مؤلفاتهم لوجدنا تطابقاً فكرياً وعقائدياً لديهم، وكأنه منهاج تسير عليه هذه العائلة، ووراثة جينات الثورة متجذرةٌ في وجدانهم وعقولهم، منذ عهد السيّد محسن الحكيم ولحد اليوم، وهذا منهاج آل البيت الذي يرفض الظلم والاستعباد والتسلط، وهيهات منّا الذلة منهاج الحسين، الذي وقف بوجه يزيد ورهطه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك