المقالات

الحشد يقلب الموازين !...

1877 2016-07-02

إنتصر هتلر في حربه في بداية الأمر من خلال الطاعة العمياء لجيشه، وهنالك أمثلة كثيرة تناقلتها الوسائل، لكن غرور هتلر بالنصر إنتهى في روسيا، والتي سميت في وقتها بــ عملية "بارباروسا"، بسبب العوامل الجوية التي حالت دون ذلك، وكانت الخسارة قاسية جداً للجيش الألماني، ناهيك عن القوة الروسية وإمبراطوريتها، وأسلحتها وعديد قواتها عندما كانت تسمى جمهوريات الإتحاد السوفياتي، وإنتهى بذلك عهد قوة الجيش الألماني، أو ما تسمى بــ "الرايخ" والحروب فنون .

العراق وبعد الإنتهاء من حكم البعث الفاشي دخل مرحلة جديدة لم يألفها من قبل، وكان الأمل من قبل المواطن العراقي بالإزدهار، وترك مرحلة الحروب والصناعة العسكرية، التي لم تجلب للعراق سوى الخراب والدمار، لكن القوى الإستعمارية لم تترك لنا خياراً إلا أن تصنع لنا عدو من الداخل، بعد فشل المخطط القديم المذكور في مذكرات "هنري كيسنجر" سيئ الصيت، في تقسيم العراق والسيطرة على ثرواته، من خلال سياسة فرق تسد، ولأنهم فشلوا في السابق وتحرر العراق من الإحتلال البريطاني بثورة العشرين، إتخذوا منهج جديد ونجحوا فيه مع الأسف !.

إستمالة سياسيين من الداخل بتغيير المسار، من خلال تأثيرهم على القرار السياسي، وتوغلهم في كل المفاصل! والسياسة غير الصحيحة في الدورتين السابقتين، وإرجاع معظم من كانت عليه أكثر من علامة، والوقوف بوجه إجتثاثهم أوجدت لنا عدوا من الداخل، وكل الخروقات التي حدثت كانت معظمها من السياسيين المعادين للعملية السياسية وبمساعدتهم، مع وقوف القانون إزائهم بالتفرج! وعدم اتخاذ إجراء بحقهم جعلهم يتمادون أكثر في العمليات الإرهابية، داخل بغداد وباقي المحافظات .

الحشد الشعبي المقدس الذي لبى نداء المرجع الأعلى، بعد اليأس من الحكومة السابقة في اتخاذ إجراء سليم، ومسارها الخاطيء جعل الإرهاب يتمادى، وصل لحد أبواب بغداد، ولابد من إجراء بإيقافهم، وإنهاء وجودهم من خلال تلك التلبية، مع العجز من قبل أقوى جيش في العالم، المتمثل بالجانب الأمريكي الذي أعطى مُدَدٍ كبيرة جداً، فقد إستطاع الحشد إن يكسر تلك المواقيت، ويحقق النصر الذي عجز عنه ذلك الجيش البعبع، الذي تُخَوِفْ أمريكا به العالم، وجرف النصر كان الإنطلاقة الأولى في كسر هيبة الإرهاب، بعدما عجز الجيش الأمريكي من دخولها، والمدة التي أعطتها القيادة الأمريكية في تحرير جرف الصخر، كانت ستة اشهر!.

الحشد المقدس دخل منطقة الإرهاب الأولى المتمركزة في جرف النصر، أخذها بظرف أسبوع واحد! مع الإمكانية البسيطة من حيث السلاح والعتاد، والعدد الذي شارك بذلك الهجوم جعل عاليها سافلها، من خلال الهمة والعزيمة، التي فاقت كل التصورات، والعقيدة التي أذهلت العالم، فيما عجزت عنه قوات يشهد لها بالبأس والإمكانية العسكرية، والأسلحة الذكية التي يتباهون بها في إستعراضاتهم، في سباق التسلح التي تخرج لنا بين الحين والآخر، بسلاح جديد فتاك ذو قوة تدميرية هائلة .

اليوم الحشد قوة على الأرض له وجود، من خلال الإنتصارات المتحققة في ساحة المعركة، تم إنشائهِ تحت عين الحكومة وبموافقتها، له ميزانية مقررة من قبل البرلمان، وهو الظهير القوي للقوات المسلحة، أوجدتها الحالة التي فرضت نفسها على الأرض، بمقارعة الإرهاب العالمي المتمثل بداعش، وأخواتها من بقايا البعث المقبور، وباقي الفصائل التي تأتمر بأعداء العراق، والعملية الديمقراطية التي أرادوا إفشالها، لكنهم فشلوا، وقلب الموازين هو النتاج الذي لم تتوقعه أمريكا ومن يمول الإرهاب العالمي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك