عمار العامري
((منذ ساعة دخلنا مركز ناحية الصقلاوية, دخلناها محررين فاتحين منتصرين, ناصرين ومحررين للأهل والارض والعرض)) بهذه الكلمات زف من كان متخفياً برداء الإيثار والإخلاص بشرى تحرير مدينة الصقلاوية, هكذا صدحت حنجرة الشهيد السعيد صالح البخاتي معلناً أهداف مشروع الاسلام الاصيل.
السيد البخاتي؛ ذلك الفتى الذي عرف منذ نعومة أضافره مجاهد في سبيل وطنه, وغيور على عقيدته, زاهداً بدنياه, التحق وهو في مقتبل العمر بالكوادر الجهادية للحركة الإسلامية تحت لواء السيد محمد باقر الحكيم, ليكن ثقة من ثقاته, وهو من قال فيه: ((هذا السيد لا تلمس منه الا الصدق)) فكان فعلاً صادق في أقواله, أمين في أفعاله, حريص في أداء أعماله.
حيث أصبح عنوان بارز في تاريخ الجهاد, وصولات أبناء الاهوار, الذين تشهد لهم عمليات دك أوكار النظام البائد في ميسان وذي قار, حيث كان أبناء (حركة حزب الله العراق) يصولون بصولات العز والشرف, مرهبين النظام ومزعزعين الارض تحت أقدام أزلامه, فكان السيد البخاتي جندياً من جند الإمام الحجة عج, دمث الأخلاق مع زملائه, وعابداً حيث ما كان الله أن يعبد.
بات سيف من سيوف خطوط الداخل, بعدما أنتدبه شهيد المحراب لهذه المهمة الجهادية, كونها من أصعب المهام في مواجهة السلطة, فيشهد له أنه ممن دك مضاجع البعث, وأرعب عروشه حتى سقوط النظام, لتبدا مرحلة البناء في عراق ما بعد التغيير, فأصبح أحد رجالات الجهاد والبناء, رغم ابتعاده عن الاضواء والاعلام, الا أن نظرته للإحداث كانت ثاقبة, ورؤيته كانت واضحة وسديدة.
وبعدما سعت عصابات داعش الارهابية الاقتراب من حرم سيدة المخدرات زينب ع, كان على رأس قوة جهادية من الشباب المؤمن, فأسهم في تشكيل (سرايا أنصار العقيلة) للدفاع عن الحرم المقدس, فشهدت له عمليات (الحجيرة والبويضة) متحدياً الارهاب معاهداً عمته العقيلة: ((هيهات أن يصلوا أليك)) حتى دفع الله بدمائهم الزكية الخطر عنها, فعاد منتصراً ذاباً بنفسه عن عقيدة المذهب وراية الاسلام.
ومنذ صدور فتوى الجهاد الكفائي؛ كان من السباقين في تلبية هذا الواجب ضمن سرايا الجهاد, فكان مصداق للقائد بلا عنوان مع زملائه على السواتر, ومستشار مع القادة في غرف العمليات, شارك في أغلب المعارك ابتدأ من (اللطيفية وبنات الحسن وجرف الصخر والعوينات والزلاية والسجر) وكان أول من دخل الصقلاوية فاتحاً بعد تحريرها, لاسيما في معارك البوشجل التي كانت من تخطيطه.
ليختم صالح البخاتي مسيرة جهاده طيلت ثلاثة عقود بالشهادة, التي كان دائماً يتمناها خلال عمليات تطهير الفلوجة من براثن العصابات الارهابية, فكانت وصيته: ((عدم البكاء ولبس السواد عليه)) لأنه يعلم أنها أعلى درجات الإيمان والتقوى والذود في سبيل الله تعالى.
https://telegram.me/buratha