المقالات

الحشد الشعبي ضرورة وطنية وسياسة دولية/ وليد كريم الناصري

1944 11:36:31 2016-07-07

وليد كريم الناصري بأي إتجاه تنحدر السياسة الدولية؟ومن الأطراف اللاعبة الرئيسية خلال الشوط القادم؟ هل ستحسم النتائج على أساس الغلبة؟أم إن هنالك توافق سياسي لإقتسام المكاسب؟إيران وبإعتبارها المعارض الأول، إتجاه السياسية الأميركية في الشرق الأوسط، لم تعد عثرة الحجر! التي توقف ترهل المصالح في المنطقة، خاصة في ظل التقارب (الأميركي-الإيراني)، تصريح وزير الخارجية الأميركي،"جون كيري"الأخير، في (28) يونيو 2016، فكك معادلة التصادم قال:"وجود إيران كلاعب أساسي مفيد للغاية،كوننا نلتقي بنفس النقطة في مواجهة الإرهاب العالمي "داعش"

مهرجان"أفكار آسبن" نقطة تحول، في لملمة الصراع العالمي، صرح "جون كيري" خلال ذلك المؤتمر قائلاً بعدما طلب منه تقييم دور إيران" إنظروا علاقتنا مع إيران، تواجه تحديات كما يعلم الجميع،ونحن نتعامل مع تلك التحديات، على أساس المصالح المشتركة، ومنها محاربة التطرف، والتي تتطلب وجود إيران حليفاً كقوة أساسية" كما وأعرب نظيره الإيراني"جواد ظريف"إن إيران على إستعداد، لفتح قنوات الحوار والتواصل، للخروج بنتيجة حلحلة الأزمات، ومن أولوياتها القضاء على التطرف، الذي يهدد أمن المنطقة.

بعد إن عجزت أمريكا،كسب رهان الدول الخليجية وتركيا، في إستثمار الصراع السوري لصالحها، وبعد فشل الجهود الرامية، الى تغيير حكومة الأسد، ورفض الأخير التدخل الأميركي في سوريا، تسعى أميركا وخلال هذه الفترة،لتغيير قواعد اللعبة، وتعمل بكل جهودها، على فتح أواصر تقارب ومصالح مشتركة مع إيران، من خلال المشهد العراقي، لما تشهده الساحة العراقية، من مناخ وبيئة مناسبة، لنمو تلك العلاقات، مع وجود اكبر تنظيم إرهابي متطرف تدعمه المافيات الغربية والخليجية، يعمل على تفكيك المنطقة لصالح الوجود الأسرائلي.

بظل التقارب(الأميركي,السعودي,التركي)، ودخول إيران على خارطة الطريق، أخذت(السعودية وتركيا) تبحث بين أروقتها،عن ورقة ضغط، يمكنها من خلالها، تحريك جنود اللعبة حيث تريد، خاصة بعد فشلهما من إتخاذ التدخل الروسي ووجوده في سوريا، ورقة للضغط على إيران وسوريا، بأصبع المنظمات الإنسانية، وجامعة الدول العربية، ومجلس الأمن، لكسب الرأي العام، لم يجد التحالف الثنائي في العراق، تدخلاً روسيا ليتعقب ملفه،على طاولة التشكي والتباكي بأحضان المنظمات الإنسانية، وبعد إن عجز عن ملف التدخل الإيراني، ذهب يطرق ملف الحشد الشعبي.

الحشد الشعبي،والذي تشكل قوة رسمية، بعد فتوى المرجع(السيد السيستاني)، لتكوين جيش رديف للجيش العراقي، بعد إنهيار الإخير بسبب سياسة الحزب الحاكم الواحد،يخطئ من يظن أنه تشكل من دون فتوى، نعم هنالك قوى ضاربة تشكلت قبل الفتوى، للدفاع عن المقدسات الإسلامية في سوريا، ولكنها إنظمت تباعاً للحشد، تبعاً للخطر المحدق بالعراق من دخول داعش، ويعد الحشد نقطة التواصل بين أميركا وإيران، تنطلق من خلاله حيثيات التفاهم، والثناء الذي تكلم عنه "كيري"عن دور إيران في دعم محاربة الإرهاب.

السعودية،الحليف الأميركي الأول،والراعي الرسمي للإرهاب العالمي،عمل من خلال مؤتمراته على قطع حلقة الوصل،التي ربطت الدور الإيراني بالدور الأميركي في العراق، وبإعتبار الدعم الإيراني للحشد، هو بداية التفاهم الأميركي الإيراني، بعدما كان نقطة خلاف، دعا وزير الخارجية السعودي من باريس مؤخراً الى تفكيك الحشد"واصفاً إياها بـ"الميليشيات الشيعية"ويتهمها بتأجيج الوضع الطائفي،كما وأتهم إيران بقيادة تلك الميليشيات، محاولة الى إعادة قواعد اللعبة، حيث النفوذ الخليجي في إيران من خلال العراق، والحيلولة دون قيام دولة شيعية برقم (2) بعد إيران.

وأخيراً، لم يعد الحشد الشعبي، لاعباً ميدانيا أو إقليميا فحسب، بل تعدى كونه لاعبا سياسي دولي بإمتيازً، تبنى على أساسه ووجوده، حيثيات المصالح المشتركة إقليميا وعالميا، نتمنى من الحكومة العراقية، إستغلال تلك المصالح للعراق، تصريح مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي"بريت ماكغورك"ووصفه بأن (الحشد الشعبي ومقاتليه، فائدة أكسبت العالم،رهان الإنتصار على الإرهاب)،أعطى زخماً وموقعاً، يمكننا من خلاله، الإنطلاق به، نحو إحلال السلام العالمي، وبذلك صار من الواجب أن يطرح الحشد الشعبي بمسمى القوى العالمية السياسية المهمة دوليا.
 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك