واثق الجابري أُدرجت أهوار العراق ضمن لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ويمكن أن تكون من أجمل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط؛ إذا توفرت لها قيادات بأفكار وإبداعات وأبتكار وإستثمار الطبيعة الخلابة، وبهذا التصويت تبقى ملكاً للعراق، وتحصل على الدعم الدولي والحماية الصارمة، ومستقبل لأجيال قادمة.
الأهوار مسطحات مائية؛ جميلة بأعماق متفاوتة؛ غنية بالنباتات الطبيعية والأسماك والطيور، ويُطلق عليها قديماً "جنة عدن".
عالم جميل ينفرد به العراق عن سواه من البلدان، وتمازج بين تراث الماضي وتطور الحاضر، وبيئة خلابة معتدلة شتاءً وطبيعة سكن يشابه فنسيا في الشرق، وأنواع الزوارق والمنازل التي تتحدث عن حضارة السومرين، وبين البصرة وذي قار وميسان ودجلة والفرات؛ ما يقدر عشرين ألف كيلو متر؛ يعيش سكان على جزر صغيرة وغابات القصب والبردي، ليكون المشحوف وسيلة التنقل بزخرفاته السومرية، وروائح الرز والقصب وقصب السكر، ومن اشهرها هور الحويزة والحمار.
إشتهرت بميزات فردية وثراء طبيعي، وتقاليد سكان بالكرم ومضايف للضيافة ودواوين الثقافة، وبيئة خصبة للطيور النادرة والحيوانات الفريدة، وممر جغرافي لإستراحة وهجرة ملايين الطيور، وإشتهارها بأنواع الأسماك النادرة، والكائنات الحية المتنوعة، وتقبع على ثروات نفطية هائلة؛ ببيوت القطب والبردي الفردية في العالم، ولا تختلف عما كانت عليه قديماً في سالف الحضارات، وكما أن للقصب والبردي مادة خام لصناعة الورق.
تعرضت الأهوار لأكبر جريمة بيئية أقترفها النظام الدكتاتوري بتجفيفها، وأرضها الآن بور لا يصلح معظمها للزراعة، وماتت معظم أشجارها ومنها النخيل، وهاجر سكانها للمدن بحثاً عن وسيلة عيش، وبعد 2003م إعيدت 60% من مساحتها المائية وأزيلت بعض السدود، وعادت بعض الطيور، وسجل فريق متخصص من جامعة كمبردج في بريطانيا من عودة 160 فصيل من الطيور؛ منها 65 فصيل مهدد، وعادت الجواميس كمصدر مهم للسكان، وتأتي أهمية الأهوار لطبيعتها وجغرافيتها وفكلورها وتقاليدها وتركيبتها السكانية، ومؤهلاتها السياحية وثروتها البشرية.
إن الحديث عن الإهوار ذو شجون في العراق الجديد، وهذه المساحات الشاسعة كانت ملاذ للمجاهدين بالأمس وحكام اليوم، وذكريات عن الكرم والتضحية والمعاناة، ومناطق تشكو الفقر والتجهيل والتهميش المتعمد، وأسف أحياناً على طلب الوفاء ورد الدَين والتنكر لأيام الشدائد، وهذه المناطق قدمت كثير من شبابها دفاع عن العراق في الماضي لإقتلاع الدكتاورية، وبعدها حرصت بالمحافظة على النظام الديموقراطي، واليوم في مقدمة الصفوف لمحاربة الإرهاب.
مناطق لا تماثلها فنسيا سوى بالعمران، ومناظر مشاحيف ومضايف، ومسطحات جميلة تبحث عن إستثمار وسياح بعشرات الآلاف سنوياَ.
إدراج مدن ( أور واريدو واوروك ، و٤ اهوار عراقية) ضمن لائحة التراث العالمي؛ يعني ألتزام اليونسكو بالدعم والمساعدة الفنية والمالية لصيانة الآثار والأهوار، وإتخاذ تدابير تحسين البيئة، وتنمية الدراسات والأبحاث لمعالجة اخطار تهديد الثقافة، وتتكفل المنظمة بتأسيس دائرة لحماية المناطق وتزويدها بموظفين أكفاء، وتتعهد الدول الأعضاء بمنع أجراءات الضرر ومنها الحصص المائية، وتبقى أمام العراق فرصة كبيرة لإستثمار التصويت العالمي، وإعادة الحياة للأهوار، والعمل على الهجرة لمعاكسة لها بعد نفور سكانها، وجعلها مورداً يوازي النفط، ومنطقة إستقطاب للثقافات للتعريف بالحضارة العراقية، ورفع الحالة الإقتصادية لهذه المناطق؛ كجزء من تعويض حرمانها، والنتيجة ستعود على أقتصاد العراق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha