المقالات

أهوار العراق بين الماضي والحاضر واليونسكو

1328 2016-07-18

 

واثق الجابري    أُدرجت أهوار العراق ضمن لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ويمكن أن تكون من أجمل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط؛ إذا توفرت لها قيادات بأفكار وإبداعات وأبتكار وإستثمار الطبيعة الخلابة، وبهذا التصويت تبقى ملكاً للعراق، وتحصل على الدعم الدولي والحماية الصارمة، ومستقبل لأجيال قادمة.
 الأهوار مسطحات مائية؛ جميلة بأعماق متفاوتة؛ غنية بالنباتات الطبيعية والأسماك والطيور، ويُطلق عليها قديماً "جنة عدن".
 عالم جميل ينفرد به العراق عن سواه من البلدان، وتمازج بين تراث الماضي وتطور الحاضر، وبيئة خلابة معتدلة  شتاءً وطبيعة سكن يشابه فنسيا في الشرق، وأنواع الزوارق والمنازل التي تتحدث عن حضارة السومرين، وبين البصرة وذي قار وميسان ودجلة والفرات؛ ما يقدر عشرين ألف كيلو متر؛ يعيش سكان على جزر صغيرة وغابات القصب والبردي، ليكون المشحوف وسيلة التنقل بزخرفاته السومرية، وروائح الرز والقصب وقصب  السكر، ومن اشهرها هور الحويزة والحمار.
إشتهرت بميزات فردية وثراء طبيعي، وتقاليد سكان بالكرم ومضايف للضيافة ودواوين الثقافة، وبيئة خصبة للطيور النادرة والحيوانات الفريدة، وممر جغرافي لإستراحة وهجرة  ملايين الطيور، وإشتهارها بأنواع الأسماك النادرة، والكائنات الحية المتنوعة، وتقبع على ثروات نفطية هائلة؛ ببيوت القطب والبردي الفردية في العالم، ولا تختلف عما كانت عليه قديماً في سالف الحضارات، وكما أن للقصب والبردي مادة خام لصناعة الورق.
تعرضت الأهوار لأكبر جريمة بيئية أقترفها النظام الدكتاتوري بتجفيفها، وأرضها الآن بور لا يصلح معظمها للزراعة، وماتت معظم أشجارها ومنها النخيل، وهاجر سكانها للمدن بحثاً عن وسيلة عيش، وبعد 2003م إعيدت 60% من مساحتها المائية وأزيلت بعض السدود، وعادت بعض الطيور،  وسجل فريق  متخصص من جامعة كمبردج في بريطانيا من عودة 160 فصيل من الطيور؛ منها 65 فصيل مهدد، وعادت الجواميس كمصدر مهم للسكان، وتأتي أهمية الأهوار لطبيعتها وجغرافيتها وفكلورها وتقاليدها وتركيبتها السكانية، ومؤهلاتها السياحية  وثروتها البشرية.
إن الحديث عن الإهوار ذو شجون في العراق الجديد، وهذه المساحات الشاسعة كانت ملاذ للمجاهدين بالأمس وحكام اليوم، وذكريات عن الكرم والتضحية والمعاناة، ومناطق تشكو الفقر والتجهيل والتهميش المتعمد، وأسف أحياناً على طلب  الوفاء ورد الدَين والتنكر لأيام الشدائد، وهذه المناطق قدمت كثير من شبابها دفاع عن العراق في الماضي لإقتلاع الدكتاورية، وبعدها حرصت بالمحافظة على النظام الديموقراطي، واليوم في مقدمة الصفوف لمحاربة الإرهاب.
مناطق لا تماثلها فنسيا سوى بالعمران، ومناظر مشاحيف ومضايف، ومسطحات جميلة تبحث عن إستثمار وسياح بعشرات الآلاف سنوياَ.
 
إدراج مدن ( أور واريدو واوروك ، و٤ اهوار عراقية) ضمن لائحة التراث العالمي؛ يعني ألتزام اليونسكو بالدعم والمساعدة الفنية والمالية لصيانة الآثار والأهوار، وإتخاذ تدابير تحسين البيئة، وتنمية الدراسات والأبحاث لمعالجة اخطار تهديد الثقافة، وتتكفل المنظمة بتأسيس دائرة لحماية المناطق وتزويدها  بموظفين أكفاء، وتتعهد الدول الأعضاء بمنع أجراءات الضرر ومنها الحصص المائية، وتبقى أمام العراق فرصة كبيرة لإستثمار التصويت العالمي، وإعادة الحياة للأهوار، والعمل على الهجرة لمعاكسة لها بعد نفور سكانها، وجعلها مورداً يوازي النفط، ومنطقة إستقطاب للثقافات للتعريف بالحضارة العراقية، ورفع الحالة الإقتصادية لهذه المناطق؛ كجزء من تعويض حرمانها، والنتيجة ستعود على أقتصاد العراق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك