المقالات

قمة بلا قيمة فلماذا تجتمعون؟! | واثق الجابري

1164 2016-07-29

قمة بلا قيمة؛ واحدة من بين آلاف التعليقات العراقية والعربية؛ على القمة العربية في نواكشوط، وإختصار لبيانات إنشائية مجترة من خطابات في وادي، وكواليسهم في وادي أبعد ما يكون عن شعوبهم.

القمة تعني؛ إجتماع قمة قرار الدولة من رؤوسائها، وصناع سياساتها الداخلية والخارجية.

إجتمع العرب وليتهم لم يجتمعوا؛ إجتمعوا على شقاقهم ونفاقهم وكذبهم على بعضهم، وكأن القمة العربية إسقاط فرض واجب؛ لم يكلفوا أنفسهم بالحضور له، ونابهم وزراء وممثلي دبلوماسيات، ووفود نيام لشعوب صيام من العيش الرغيد، والحلم بالوطن الذي يتحدثون عنه.

من المحيط الى الخليج، والتاريخ واللغة والدين والحضارة والمصالح المشتركة، والقضية والمصير الواحد؛ كلها شعارات أكل عليها العرب لحوم بعضهم، وشربوا نخباً على أيقاع أنين الثكالى ومخلفات الإرهاب والقمع، وقبولهم ذل مناداة العالم على العربي بالإرهابي، ولا تخلو بينات إفتتاح وإختتام قممهم من تلك الشعارات؛ فتوفر عليهم عناء التفكير وضيق التدبير؛ حتى صار العربي يكمل جملهم قبل سماع خطابهم، وعارف بالنتيجة قبل أن يراها في الواقع.

القمة العربية لا تُزعل أحداً بخطابتها الوسطية تجاه القادة، ولم تصل الى جوهر المشكلة والقضايا العربية، ولم تدرك لحد الآن حجم الأخطار المحيطة، ولا ذلك الإرهاب الذي ينخر دولهم وينحرف فيه كثير من شبابهم، حتى صاروا بموضع الإتهام بتصدير الإرهاب والفوضى والتطرف، وإعترض العرب على الديموقراطية وقالوا بديلها الفوضى؛ حتى سعوا بأيديهم وأرجلهم لفوضى في دول شقيقة؛ كي لا يشملهم التغير.

إن المال العربي ما يزال يصنع بيانات وقرارات القمم العربية، وكل ما يجري فيها حبر على ورق لا يتجاوز ورشة عمل، وهم ماضون بسياساتهم دون رجعة ومراجعة، وقد أصموا آذانهم عن سماع صراخ الأطفال وعيونهم عن مشاهدة شلالات دماء اقترفتها سياساتهم.

أيّ قمة تلك التي لا يحضرها الرؤوساء، ومن المفترض تسميتها إجتماع لتقليب المواجع وزيادة الهوة، وبترول العرب يلعب دوراً في منع بعض اعضائها.

اليوم أيها العرب تشاهدون بأم أعينكم أعرق عاصمتين يعصف بهما الإرهاب؛ الا وهم بغداد ودمشق، ويمزقمهما التطرف والتعصب والجريمة، وبعضكم يفرحون لأسباب طائفية أو خوف من قدوم الديموقراطية، ولا وجود لقرار ندم عن ما جنيتم بأطفال اليمن الفقراء، الّذين يقتلون تحت البنايات المتهالكة، التي تُلقى عليها آلاف أطنان المتفجرات تفوق قيمتها ملايين المرات، وأنتم تجلبون العمالة الأجنبية وتتركون أشقائكم، وتنفقون ملياراتكم في المنتجعات والليالي الحمراء، ومئات الآلاف من نازحي العراق يموتون جوعاً في العراء، وتبكون على إنتهاكات مفتعلة، وقد تركتم الإرهاب يدنس أرضهم وشرفهم ومعتقداتهم؛ بل تمنعون التزاور بين الشعوب العربية وتسألون عن الهوية والعرق والطائفة، ولا تمنعون السائحات والمغنيات والراقصات والمومسات من الدخول الى أمرائكم، أنكم تجتمعون للقمم وفي بالكم حياكة مؤامرات على بعضكم، وأنها قمة بلا قيمة فلماذا تجتمعون؟!

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك