المقالات

صالح بخاتي.. نبوءة سومرية تحققت!|  سيف اكثم المظفر

2969 2016-08-04

سيف أكثم المظفر

تبنى الحضارات بالرجال، وتستمد تاريخها بأفعالهم، لتكتب صفحات مشرقة، تزينها تضحيات ودماء، أكثر من 4000 عام مرت على الحضارة السومرية، وهي شامخة في جنوب العراق، حيث القصب والاهوار والنخيل ورجال.

لم يتكاثروا بالولادة، بل زرعوا في أرضها، واستنشقوا من هواها، وترووا من مائها، حتى كبرت هممهم وتصلب عودهم وامتدت جذورهم لأعماق السماء، وغاصت العزة في نفوسهم، والطيب في أفعالهم، والسمار في ألوانهم والملوحة في أشكالهم، شموخ وكبرياء، شجاعة ونقاء، أصالة وإباء.

ارتباط الإنسان السومري؛ بأرضه يفوق التصور، ويختلف عن باقي السلالات، ليعكس دفاعا مستميتا، عن حدود مستوطنته العريقة، فاستنشقت الأرض غيرتهم، وانحنى ترابها لإقدامهم، واستبشرت بمولودها السومري، صالح بخاتي، قائدا وجنديا ومسئولا، فغرست به طيب ارثها أروع الصفات، وانتقت من محاسن بذرها أنقى السمات.

اخذ يترعرع بين قصبها وهورها ومشحوفها، فقد أباه وهو ابن العامين، لينتقل مع عمه إلى مرحلة جديدة، خاض غمارها، وهو صبي لم يبلغ الحلم، أيقن إن الدفاع عن الوطن، والجهاد في سبيل الباري، اسما غاية يصل إليها الإنسان، منذ نعومة أظفاره، قارع النظام البعثي المجرم، مع الثلة المؤمنة من مجاهدي الأهوار، وعلى رأسهم السيد محمد باقر الحكيم(قدس)، الذي تنبأ بمستقبله الجهادي، قائد عظيما، خطط لعدة عمليات ضد نظام صدام، حتى زواله عام 2003م.

لوحة رسمت على الجدران، تنبئ بقدوم رجل سومري، يذيق الأعداء شر الهزائم، يقف على رؤوس قادتهم، ليضعها تحد قدمه المباركة، معلن النصر في الفلوجة وتكريت وجرف النصر، معارك خاضها وانتصر، انه حقا جسد تلك الأسطورة السومرية، وحققها بأروع صورها، نال شرف الشهادة في شهر العبادة، صائم قائم، راكع ساجد، أعلى مراتب النقاء، لتستأذن الرصاصة ربها، حتى اخترقت جسده الطاهر، وهي تستغفر له، خجلة وجلة، راجية مستنجدة، لتعلن بداية السفر.

اصطفت الملائكة، تعزف نشيد السماء، مرتلة ومهلهلة، شاكرة مستبشرة، بنقاء روحه الطاهرة، بعد رحلة الوفاء، على خطى الشهداء، سار شامخا، وارتقى شهيدا، يرسم لوحة وطن، ضاعت ملامحه، بين سارق وفاسد وخائن وشارد.

 

ألوان دماء ورائحة الحروب، تفوح من ارض العراق، قوافل أجساد تنتظر الدور، مراسيم الموت شارفت على الانتهاء، رفعت الأقلام وجفت الصحف، يختمها ثائر سومري، وهو ينشد : بغداد والشهداء والصور.. ملأت جدرانها العطر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك