المقالات

كيف حطم السيد السيستاني القراءات العسكرية الدولية؟|| زيدون النبهاني

1520 2016-08-15

زیدون النبهاني

قَد يُزيف التأريخ الماكِر الحقيقة يوماً ما، وقَد يُحاول أن يكون مُنصفاً، لكن؛ نحنُ لا نتحدث عن حدث مَسرحي يَسرد التأريخ رأي الجمهور فيهِ، إنما نَتحدث عن رِجال سبقوا سيوفهم، فقط لإنهم سمعوا صوت المنادي بالفتوى، مدافعين عن أرض وطن أُريدَ لهُ أن يموت، وأرادوه أن يعيش، فعاشَ ويعيش.. وسيبقى.
في حزيران عام الفين وأربعة عشر، وعلى أثر إحتلال تنظيم داعش الإرهابي مساحات واسعة من أرض الوطن، أعلن سماحة المرجع الأعلى المُفدى السيد علي الحسيني السيستاني (دامَ ظلهُ الوارف) عن الجهاد الكفائي، للوقوف بوجه السيلان المدمر للتنظيم الإرهابي، الذي بدأ قوياً مدعوماً من ماكنات إعلامية غربية وعَربية.
وما أن صَدرت الفتوى المقدسة، حتى تَسابق الغيارى من العراقيين طاعةً وطمعاً برضا الرحمن، وتَشكلت مجاميع الحَشد الشعبي من ثلّة مؤمنة من المتطوعين، الذينَ وصلَ عددهم إلى ثلاثة ملايين متطوع في أول أسبوع من الفتوى.
لَقد شكلّت فتوى الإمام السيستاني قوة العراق الضاربة، فقد أوقفت مخططات الأعداء الذينَ أعتقدوا إن الوصول للعاصمة بغداد، أصبح بمتناول اليد، وما هي إلا مسألة أيام ليعلنوها عاصمة لدولتهم المزعومة، إلا إن الأيام أثبتت عكس ذلك، وضرب الحشد الشعبي وقواتنا البطلة أروع قصص البطولة والثبات.
وعلى الرغم مِن إن القراءات العسكرية الدولية، لا سيما الأمريكية وعلى لسان “جيمس تيري” قائد قوات الولايات المتحدة، التي تحارب داعش في العراق وسوريا، الذي صَرّح إن الحرب على داعش تحتاج ثلاث سنوات على الأقل، وعلى الرغم إن هذا التصريح جاء في ديسمبر ٢٠١٤، إلا إن الحشد الشعبي وضعَ الفارق بمدة لا تتجاوز العام ونصف!
إن الإنجازات التي حققها الحشد الشعبي جَعلتهُ عِرضة للهجوم الإعلامي، فداعش ليست سوى كيان عَسكري ينفذ إرادات دولية معروفة، الأمر الذي جعلها وبعدَ سحق الحشد لجماعاتها المُقاتلة، تُسلط أسلحتها الإعلامية، يساعدها بذلك بعض السياسيين الذينَ أثبتوا عَدم وطنيتهم.
حوربَ الحشد الشعبي إعلامياً، وأُتهم بأشد الإتهامات وحشية، بعيداً عن ما يُسجلهُ الواقع، وعن الشرف الإعلامي في نقل الحقيقة، ومعَ ذلك؛ ونظراً لعقيدتهِ الراسخة ووطنيتهِ الكبيرة، أستمرَ الحشد الشعبي في تسجيل إنتصارات عجزت عنها قوى التحالف الدولي.
لا بدَّ للتأريخ أن يُسجل؛ إن كل المؤامرات التي عُقدت في غُرفٍ مُظلمة، لم تمس واقع الحشد الشعبي مِن قريبٍ أو بعيد، وهنا لا بُدَّ لنا أن نذكر التالي:
أولاً: في حزيران من عام الفين وأربعة عشر؛ تسابقَ أبناء الوسط والجنوب دفاعاً عن أرض العراق المغتصبة، مُقدمينَ دماءهم قرباناً لوطنهم، ما يُعري كل إتهامات الأعداء وفتنهم، فلا يوجد أغلى من الروح، والروح بُذلت فداءاً للوطن.
ثانيا: في كانون الثاني من عام ٢٠١٥، حررّت القوات العراقية وعلى رأسها الحشد الشعبي، محافظة ديالى من الإرهاب، ولم تحدث حالة واحدة مُثبتة رسمياً، لإنتهاكات أرتكبها الحَشد الشعبي، ما يجعل كل الكلام حول الإنتهاكات فارغاً، يُراد بهِ تشويه مؤسسة عسكرية عراقية رسمية.
ثالثاً: في اذار من عام ٢٠١٥، تحررت مدينة تكريت على يد القوات العراقية المُشتركة، وكانت للحشد الشعبي اليد الطولى في عملية التحرير، ولكونها عراقية خالصة، لم تسجل المنظمات الدولية حالة سلبية واحدة، وهي المُندفعة ضد الحشد الشعبي!
رابعاً: لإن الحشد الشعبي ألتزم بتوجيهات المرجعية الدينية، وطبقَّ تعليماتها حرفياً، وضِع قدوةً لأهالي المناطق المحررة، فتشكلت أفواجاً من الأهالي، سُنية ومسيحية وتركمانية وإيزيدية، وهو ما يؤكد إن الحشد الشعبي مقبولاً في تلكَ المناطق.
خامساً: تدخل التحالف الدولي في معارك تحرير الرمادي والفلوجة في الأنبار، فكانت النتيجة إن نسبة الدمار في البنى التحتية وصل لحدود الثمانين بالمائة، على عكس محافظتي ديالى وصلاح الدين، التي لم تصل نسبة الدمار حدود الثلاثة بالمائة حسب إحصائيات دولية!
سادساً: إن من يتهم الحشد الشعبي بإنتهاكات حقوق الإنسان، لم يُقدم شيئاً لتحرير مناطق العراق المُحتلة، وهنا علينا أن نصنفهم كالتالي:
أ: سياسيوا المناطق المُحتلة: وهولاء بالرغم أنهم تركوا مناطقهم، وتمتعوا بفنادق الدول الفاخِرة، حاولوا جاهدين أن ينالوا من الحشد الشعبي، ليسَ لشيء معين إلا، لإنهم كُشفوا على حقيقتهم أمام ناخبيهم!
ب: الدول الراعية لداعش: لا يُخفى الدور التي تلعبهُ السعودية وقطر وتركيا في تمويل داعش، بالتالي تكون أي خسارة لداعش، خسارة لجهودهم المُخزية في تدمير العراق، لذا تكون محاربتهم الإعلامية للحشد الشعبي تحصيل حاصل.
ج: الولايات المتحدة ودول الغرب: إن إسرائيل لا يُرضيها تنامي قوة عقائدية كبيرة في العراق، ولإنها تعودت على عدم المواجهة مباشرةً، جعلت من الدول والمؤسسات الدولية بوقاً ينال من الحشد الشعبي.
وبعد كل ما ذُكِر؛ بقي الحشد الشعبي إنسانياً لا ينافسهُ في إنسانيتهِ أحد، فقد حملَ طاعنة السِن على أكتافهِ، وأنقذَ طفلٍ صغير، وخلّص نساء شريفات من نقمة داعش، وحررَّ أرضه..، هل في تأريخكم مثل حشدنا!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك