المقالات

صالح البخاتي..عندما يأتي الليل

3720 2016-08-25

 زيد شحاثة

رغم أن والدي انتقل إلى رحمة ربه, وأنا في أوائل الثلاثينيات من العمر, وهو عمر متقدم نسبيا, وربما أكون قد تجاوزت مرحلة حاجتي المادية له, إلا من نصيحة يقدمها, أو حكمة أتعلمها منه, إلا أني ولغاية هذه اللحظات, لازلت أتذكر الساعات المؤلمة, عندما إنتهت أيام العزاء, وذهب المعزون, والأحبة والأقارب, عندها بقيت وحدي وذكرياتي معه.. كانت تلك أسوء اللحظات.

رغم وجود والدتي أطال ربي عمرها بكل عافية وخير, ولأني كنت الأصغر بين إخوتي, رغم عمري.. وكوني غير متزوج حينها, فقد رعتني بشكل مبالغ فيه, يخفف أي مشاعر حزن, أو وحدة وغربة داخلية, لكن تلك اللحظات.. بقيت محفورة في الذاكرة, خصوصا عندما يجن الليل.. وأه من الليل.

رغم مرور أكثر من خمسة عشر سنة على رحيله, كانت تقفز الذكريات أمامي, مع كل خبرو صورة لشهيد, تنشر هنا أو هناك, في مواقع التواصل الإجتماعي والصحف.

رغم الإهتمام الذي رافق استشهاد المجاهد الكبير السيد صالح البخاتي, وهو نموذج فريد ومتميز, من قادة الحشد الشعبي, وما رافقه من نشر لسيرته الجهادية, وإحتفالات تأبينية, وتمجيد ببطولاته, منذ قتاله ضد نظام الطاغية, والعمل الجهادي في الأهوار, وحتى شهادته مؤخرا.. وما يمكن أن تقدمه, الجهة التي ينتمي إليها, إلى عائلته من دعم, أو راتب تقاعدي لأسرته, لكن عندما تستيقظ أبنته الصغيرة "زينب" ليلا, مرعوبة من كابوس او حلم, ولا تجد أباها جوارها.. هل سيعوضها كل ذلك عن وجود أبيها؟ من سيكون موجودا ان احتاجوا ولي أمرها؟ او يوم تخرجها؟ ماذا عن عرسها؟!

من قال ان الحرب جميلة؟! ومن قال أن الثمن الذي سندفعه ليس باهضا؟! ومن قال ان خسارة رجال مثل السيد البخاتي, وغيره العشرات سهلة؟!

عندما تهدأ الزحمة, ويخف صخب المعارك ويخبو, عندها فقط, سيعرف أبناء وأسر الشهداء, كالسيد البخاتي وأماله, أنهم هم أصحاب النصر الحقيقي, وأنهم وحدهم فقط, من يملكون حق أن يرفعوا رؤوسهم عاليا.

 

لأنهم هم من دفعوا ثمنه نقدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك