المقالات

منطقة لم يطأها بسطال عراقي

1790 2016-09-04

واثق الجابري

تمكنت القوات العراقية من تطهير جزيرة الخالدية 23 كم شرقي الرمادي، لمنطقة لم يطأها بسطال عراقي منذ عام 2003م، ومجهزة لقيادات عمليات داعش وقبلها كانت للقاعدة في 2006م.

الحقائق تؤشر لأجهزة وخنادق وممرات تحت الأرض، وأنها تحت مرأى ومسمع أبناء المنطقة، وتواطؤ الفرقة العسكرية الماسكة من 2006م.

معركة الخالدية من بين أكثر المعارك ضراوة، وبرغم مساحتها الصغيرة؛ فقد إستمرت المعركة 25 يوم، ويقدر عدد قيادي داعش فيها من 1000 الى 1500 مقاتل، منهم 80% من جنسيات عربية وأجنبية، وتحت الأرض قاعات إجتماعات ومضايف وأنفاق ومكاتب ودائرة تلفزيونية فضائية ومولدات ومراكز إتصال، وخزانات الطعام وبرادات المشروبات، وقاذفات نوعية بمختلف الأحجام ومدافع هاون بعيدة ومتوسطة المدى، و3 دبابات برامز ومخازن عتاد وخزين إستراتيجي.

لم تدخل القوات الحكومية ولا الأمريكية تلك المنطقة منذ 2003م، ومنطقة مجهزة بأحدث التجهيزات، وتعتبر مقراً سرياً لقيادة العمليات الإرهابية ضد الدولة، وما تم إكتشافه يدلل على علم أبناء المنطقة لسنوات وربما إشترك منهم كثيرون وآخرون لم يبلغوا الجهات الجهات الحكومة بأي وسيلة، وقدمت القوات العراقية خسائر؛ نتيجة جهلها وغياب المعلومات الإستخبارية، ونشم من الأحداث وجود تواطأ وتخاذل من القوات الماسكة للأرض منذ 2006م.

رغم قتل أكثر من 800 قيادي في داعش خلال المعركة؛ وهذا لا ينفي من وجود أخطاء كارثية رافق عمل القوات المسلحة، وقدمت خسائر من الشرطة الإتحادية والحشد الشعبي، وإستنزفت المعركة 25 يوم من القتال الشرس، وظهور الإنتحارين من الأنفاق على القوات المهاجمة وبين صفوفهم، وهذا ما دفع القوات المهاجمة على إتباع خطط غير سابقاتها التي تعتمد على فتح منفذ للهروب؛ ثم القتل في مكان مسيطر عليه؛ إلاّ في هذه المعركة فقد أضطرت القوات العراقية الى محاصرة الدواعش، وبالمقابل كان العدو بشكل أعداد هائلة ولا طريق أمامهم إلا أن يكونوا إنتحارين او أنهم إعدوا كذلك.

إن القوات المحررة ستواجهة مشكلة مسك الأرض، وهذا لا يمكن إلا بتحرير جزيرتي الرمادي والبونمر، وإختيار مواقع للتموضع ورصد التحركات المحتملة، وإستمرار تطهير المناطق بالمناطق الصحراوية الشاسعة الممتدة لحدود سوريا والأردن والسعودية، وتأتي أهمية الخالدية لوقوعها على حافة نهر الفرات من جهة الجنوب، وعلى الطريق الدولي السريع من جهة الشمال، وبتحرير الخالدية تكاد العمليات العسكرية في الرمادي أوشكت على النهاية، وأُبعد الخطر تماماً عن بغداد.

تضم جزيرة الخالدية عدد من القرى الزراعية في الجزء الشمالي ومناطق، البوعبيد، البوبالي، البوشعبان، البوعيثة، المحلامة، البوسودة.

إنتصرت القوات العراقية رغم إنها جبهة محاصرة بالعدو، وستمسك الأرض قوات من الجيش والشرطة والحشد العشائري، وهذه الإنتصارات بموازاة هزيمة داعش في ناحية القيارة الإستراتيجية، ولكن علينا التوقف في الأخطاء الكارثية التي سببت ضحايا، ويجب فتح تحقيق كبير في سوء التقديرات وتقدم القوات دون معلومات كافية، والبحث عن مواقع جغرافية محمية التموضع ومنع الإستهداف، والتدقيق بشدة في حال عودة النازحين لها؛ لمنع تكرار الخروقات، والإستفادة من زخم المعركة لتطهير بقية المناطق النائية وصولاً الى الحدود الدولية.

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك