المقالات

إتفاق يحتاجه الجميع

1165 15:22:00 2007-11-01

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

على مدى الايام القليلة الماضية شهدت مدينة النجف الاشرف اجتماعات مكثفة بين وفدي تيار شهيد المحراب برئاسة الاستاذ ابي عهد ووفد التيار الصدري برئاسة سماحة الشيخ صلاح العبيدي، وتأتي هذه الاجتماعات التي تميزت عن غيرها، باهمية الوفدين باعتبارهما يمثلان وجوهاً قيادية معروفة لدى العراقيين والشارع العراقي في آن معاً خصوصاً انها تجتمع الان على خلفية الاتفاق الاستراتيجي الذي وقعه بالاحرف الاولى رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي زعيم الائتلاف العراقي الموحد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم وزعيم التيار الصدري سماحة السيد مقتدى الصدر.

لاشك ان اتفاق كهذا يحمل بصمات زعيمي التيارين بات يشكل انعطافة هامة وعنوان بارز في قاموس الاتفاقات الداخلة في الموسوعة التأريخية لاعتبارات عديدة اهمها:

1- ان الاتفاق المذكور يشكل طرفاه الاساسيان عنوانين هامين واستراتيجيين في الساحة العراقية، فالتيار الذي يمثل الطرف الاول في الاتفاق معروف بثقله السياسي وامتداداته البشرية وتأريخه الجهادي وموقعه الذي يشغل الحيز الاكبر في الخارطة السياسية والاجتماعية العراقية باعتباره تياراً يمتد زمنياً الى إمامة ومرجعية الراحل الكبير آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس) مروراً بمحطاته التي زادت على الاربع وستين شخصية علمائية شهيدة كان الابرز فيهم سماحة آية الله الشهيد السعيد السيد مهدي الحكيم وسماحة المرجع شهيد المحراب(قدس) الذي التحق بركب الشهداء عند اسوار محراب جده امير المؤمنين، فيما يشكل طرفه الثاني تيار وطني اسلامي آخر ينتمي هو الآخر الى مرجعية رشيدة فاضلة وشهيدة وله ثقله الجماهيري وفعله الميداني الذي يتمنى الجميع ان يكون داعماً وفاعلاً في بناء التجربة العراقية الجديدة وكما هو معروف عن هذا التيار العزيز.

2-ان الاتفاق جاء اثر احداث امنية معقدة اسست لحالة من عدم الاستقرار في مناطقنا الامنة كالاحداث التي شهدتها محافظة كربلاء خلال الزيارة الشعبانية وما تمخض عنها من احتقانات حادة وكذلك ما شهدته محافظة الديوانية اثر الاستهداف الاجرامي لمحافظها الشهيد ابراهيم خليل الكرعاوي وكذلك العملية الارهابية المماثلة التي اودت بحياة الشهيد محمد علي الحساني محافظ المثنى واحداث عديدة اخرى منها حرق مكاتب تيار شهيد المحراب في محافظات بابل وواسط وبغداد وبعض المدن والمناطق الاخرى وبعض المحاولات المغرضة التي ارادت ان توقع الفتنة الكبرى بين الاشقاء في هذين التيارين الكبيرين.

3-الاتفاق وضع حداً لبعض المراهنات المحلية والاقليمية التي كانت تعمل بشكل مكثف لنقل الصراع والاحتقانات السياسية الى مدن الوسط والجنوب بعد ان فشلت اجندات اولئك من اشعال فتيل حرب اهلية طائفية في عموم العراق اوابقاء حالة الانفصال التي كانت عليها مناطقنا الغربية عن حواضنها الام في بغداد وعموم مناطق العراق.

4-اسهم الاتفاق الى حد بعيد بتحييد وكشف العناصر التي تتحرك بلبوس هذا التيار او ذاك ووضع حداً فاصلاً لعمليات التسلل التي تلجأ اليها بعض العناصر المشبوهة وذلك من خلال البيانات والتصريحات التي ادلى بها زعيم التيار الصدري سماحة السيد مقتدى الصدر بهذا الاتجاه.

ان الاجتماعات التي شهدتها مدينة النجف الاشرف وبالرغم من ان المناقشات والحوارات التي تمخضت عنها لم تتطرق لجميع الملفات الا انها نجحت في تثبيت اتفاقات وتصورات هامة جاء في اولها التأكيد على حرمة سفك الدم العراقي بشكل عام ودماء ابناء التيارين بشكل خاص كما اتفق الطرفان عى تأكيد مبدأ الجنوح الى الحل السلمي لجميع الازمات التي قد تنشأ مستقبلاً وكذلك عدم الاعتداء عى حرمة المكاتب والمقار التابعة لكلا التيارين ولعل تأكيد الطرفين على دعم وتفعيل دور القضاء العراقي واحترام استقلاليته واعتباره المرجعية في حسم الاشكاليات يعد بمثابة التتويج لتلك النتائج التي نتمنى ان تتسع لتشمل مجمل العناوين التي يراد معالجتها بروح الاخوة والتسامح التي تسلح بها وفد تيار شهيد المحراب بتوصية وتوجيه من لدن سماحة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد عمار الحكيم للاخوة الذين مثلوا هذا التيار بالاجتماعات الاخيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك