المقالات

سماحة السيد السيستاني من أكثر منك مدنية ؟! ||ضياء الحسيناوي

1614 2016-09-15

 ضياء الحسيناوي
لقد أخذت لفظة المدنية كثيرة التداول, حتى صارت محط أختلاف بين من يربط بينها وبين العلمانية وبين من يجد أنها فلسفة مستقلة بذاتها . وهل تتتعارض مع التيار الأسلامي؟ أم تقف معه في بناء الدولة ؟
لقد أختلف الباحثون في تحديد المعنى اللغوي للمدنية , فمنهم من ارجعها ألى الفعل ( مَدِنَ ) بمعنى أقام أو سكن. وقد أرجعها آخرون ألى الفعل ( دان ) وهو مأخوذ من ( الدين )ويعني الطاعة والخضوع , ولو تتبعنا لفظة( المدينة ) في القرآن الكريم ,حيث وردت أربع عشرة مرة كلها تدل على أن المدينة هي مركز الأشعاع الحضاري. وأن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) أطلق لفظة المدينة على يثرب تأكيداً على المعنى الأول وهو الأقامة أو السكن حيث قال:( اللهم حبب ألينا المدينة )
أما في أوربا, فقد مرت لفظة المدينة بثلاث مراحل هي: مرحلة ماقبل الثورة الصناعية, حيث كانت تعني المدينة هي المنطقة التي أساسها السوق أو الميناء أو المحكمة. ثم مرحلة الثورة الصناعية,حيث أصبحت تطلق لفظة مدينة على المنطقة التي تظهر فيها المصانع ويتجمع فيها العمال والمنظّمين بعد أن أنتقلوا من القرى والمزارع. ثم مرحلة ما بعد الثورة الصناعية حيث أصبحت المدن مراكز عالمية أقتصادية كانت أو صناعية أو سياسية.
فالدولة المدنية,هي الدولة التي جاءت لتدعم التعايش السلمي بين المختلفين, وترعى التسامح داخل البلد الواحد. وأن من أهم مبادئها هي الديمقراطية, التي تعني التبادل السلمي للسلطة التي تتم بأخيار الشعب . كذلك من مبادئها مراعاة حقوق الأنسان,وأن هناك سلطة عليا هي سلطة الدولة التي ترعى مبدأ التساوي بين الأفراد,من حيث الحقوق والواجبات وهي التي تطبّق القانون لا الفرد أو الدين أو القومية , وأن الفرد يعرّف على أنه مواطن لا بماله أو بسلطته أو أنتمائه. فهي لا ترفض الدين أو تعاديه وفي الوقت نفسه لا تعتبر الدين المشرع الوحيد لرسم سياسة الدولة. فأذا ما تمعنى النظر بهذه المبادئ وجدنا:أولاً:أن هناك أختلاف كبير بينها وبين العلمانية التي تقوم على أساس فصل الدين عن السياسة. ثانياً:هناك تشابه وتطابق كثير بين المبادئ الأسلامية لبناءالدولة والمبادئ التي تقوم عليها الدولة المدنية, فكان منطق القرآن (( لكم دينكم ولي دين)) وقول رسول الله محمد( صلى الله عليه وآله )لآل سفيان: (أذهبوافأنتم الطلقاء) وموقف الأمام علي (عليه السلام ) من النصراني الذي وجده يستجدي على الطريق في دولة العدل الألهي في خلافته سلام الله عليه والكثير من الشواهد والنصوص في عصر الرسول والأئمة الأطهار سلام الله عليهم التي تدل على مبدأ التعايش السلمي والتسامح مع وجود الأختلاف الديني أو المذهبي أو القومي. وأذاما أنتقلنا ألى عصرنا الحالي وتمعنا النظر في المواق السياسية التي وقفتها مرجعيتنا الرشيد المتمثلة بسماحة السيد السيستاني حفظه الله منذ عام 2003 وألى يومنا هذا لوجدنا أن مبائ ورؤى الدولة المدنية متماشية تماماً ورؤى سماحته في أدارة الدولة.وهذه بعض فتاوى سماحته كشواهد لمدنية سماحة السيد:
شجب سماحته وأستنكاره للأعمال الأرهابية التي تعرض لها عدد من الكنائس المسيحية في بغداد والموصل والتأكيد على وجوب أحترام حقوق المواطنين المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية.في20 /8 / 2004 .وكذلك الفتوى الدستورية التي أصدرها في25 /ربيع الآخر/1424هـ والتي توجب أجراء الأنتخابات كي يختار كل عراقي من يمثله في مجلس تأسيسي لكتابة الدستور ثم التصويت العام للدستور,كذلك الطلب الذي رفعه سماحته ألى رأيس مجلس الأمن الدولي الذي يرفض فيه قانون أدارة الدولة للمرحلة الأنتقالية والذي وصفه مجلس غير منتخب في 6/6 /2004.
وبعد أن أصدر سماحته فتواه الجهادية ضد الأرهاب الداعشي,فتأسس الحشد الشعبي ومع ذلك أصر على أن يكون قيادة الحشد تحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة.وذلك ليست أعترافاً منع بان صاحب هذا المنصب هو قدر المسؤولية,بقدر ما هو أحتراماً لمؤسسات الدولة وهيبتها.وأخيراً أنشاء (300) كرفان في النجف الأشرف وتجهيزها بكافة وسائل العيش للمهجرين من أهلنا في الموصل. والكثير من المواقفف التي تدل على أن مرجعيتنا في النجف الأشرف هي الأكثر تطلعاً لدولة مدنية في العراق, وقد تبنت هذا بمواقف طُبقُت على أرض الواقع وليست مجرد شعارات ترفع هنا أو هناك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك