المقالات

التحدي القادم بعد الموصل|| واثق الجابري

1356 2016-09-25

تحدٍ كبير أمام العراقيين في مرحلة تحرير آخر أرض من الدواعش؛ لا يكون بشكل إستعدادات وتهيئة أرضية معركة نفسياً وسياسياً وعسكرياً، وقد يكون الإستعداد اللوجستي العسكري من أسهل القضايا؛ بوجود أبطال تمرسوا الحرب، وكأنها مران على الوطنية، ولكن القلق يأتي من اللذين لا يستوعبون حساسية المرحلة وجسامة الحسابات الضيقة والمواقف الشخصية، التي تفكر بالإستحواذ على الأرض والنفوذ فوق ما يستحقون. إندحرت داعش وشهد العالم بهزيمتها في العراق؛ رغم كل المشاكل والمعوقات والتحديات، وربما إنحنى عودنا بعض الشيء ولكننا لم نركع. بين الدولة والوطن والأشخاص علاقات لا يمكن فصلها أحدهما عن بعضها، وبناء الدولة مشروع للوطن وتماسك للمجتمع، وبوجود الوطن تعود الفائدة على الأشخاص عندما تعلو المصلحة العامة على الشخصية، والشروع الى بناء العلاقة؛ بوحدة الهدف وأن إختلفت المسارات، والرؤوية المشتركة لمشروع واحد؛ وإلاّ ستكون النهاية تفكيك تاريخ لا ينحصر بالوطن؛ وإنما بذات الأشخاص حين يشوه تاريخ مشترك بمستقبل متفرق. أحد أهم أسباب الأخطاء والنكسات؛ أن البعض يفكر بعقلية منفصلة ومكاسب ذاتية، وتَشَعب الإنفصال؛ الى تفصيل الوطن والمجتمع على مقاسات وحسابات ضيقة، وتفاعلت الأحداث والتطورات الى تسارع وتيرة الإنقسام وعمق جدية سكاكين التقسيم والتقطيع، وغابت أو غيبت الأصوات التي تخلق الوعي الجماهيري، وتبعث الطمئنية أمام موجات الإحباط واليأس؛ رغم أنها مسؤولية أخلاقية وشرعية ووطنية، ومن مسؤولية الجميع البحث عن أمل للمستقبل؛ بنقد السلبيات بموضوعية لا تعميميها، وأبراز الإيجابات ومكافئتها بتشجيع فاعليها. إن العمل بعقلية منفصلة عن الواقع والتاريخ، وتحت تأثيرات المشاريع الفئوية والخطوات والمستعجلة، والإنعطاف مع ردات الفعل؛ لن تؤدي إلاّ مزيد من التشنج والأزمات وتصلب المواقف على فئويتها، ومن يعتقد أنه كسب جولة فذلك على حساب مشروع الدولة ومواطنيها، أو من يُريد إضعاف الجبهة الداخلية فمن المؤكد سيكون لجانب الجبهة الخارجية. تجربتنا صعبة ومرة وقاسية، وفيها أخطاء عديدة، ولعل أغلبها لم يك مقصود أو بحسابات ضيقة؛ ‘لاّ أنها كلفت العراق كثيراً وكادت أن تصل به الى الإنهيار. أهم أولويات المرحلة القادمة؛ تأتي برص الصفوف والمواقف، والبحث عن حد أدنى للمشتركات، وتحرير الأرض يحتاج الى وحدة مواقف وأهداف، وبناء الدولة بحاجة الى وحدة مجتمع وتوحيد خطاباته؛ فما فائدة أرض محررة من بطش أعداء؛ أن كانت نفس الأسباب التي أدت الى دخولهم وتدنسيهم أرض الوطن ما تزال قائمة، وأن كانت حربنا من أجل السلام؛ فأن الحرب أهون من بلد يعيش بلا سلام؛ بإنقسام مواقفه وتشرذم أفكار قادته السياسيين، والأرض متحررة لا محال وستكون معركة الموصل بوقت قياسي، وأهون بكثير من تحدي الفلوجة ومراهنة الدواعش، ولكن التحدي على ما بعدها وحساسية المرحلة وطبيعة التعامل مع طبيعة مخلفات الإرهاب، وكيف يمكن التعامل على أساس مصلحة دولة ووطن ومواطن.  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك