المجتمعات العربية تميزت بتلك العادات والتقاليد، التي اعتبروها إرث عن الآباء والأجداد،فتارة تكون إيجابية وذات مدلول ومعنى لتنمية قدرات المجتمع وعدم الخروج منها،وهناك من يعتبرها ركيزة أساسية بعد الدين والمعتقد.
تعددت تلك العادات مفهومها الإيجابي،وأصبحت ذات مردود سلبي أثرت على المجتمع وتعددت حتى وصلت الى الاعتداء بذات الإنسان.
و هذا الموروث السلبي لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة ظروف معينة،نتيجة خرافات وأوهام كانوا يعتقدون بها،فالفقر والجهل والإملاق في الجاهلية قبل الإسلام،وأد البنات ودفنهم إحياء،والظلم الذي أدى إلى استعباد الضعيف ورقهم،والجدب الذي دفع بالهنود قديمآ إلى ألقاء بعضهم البعض في النهر،قرابين للألهة بغية الاستسقاء ونزول المطر،ناهيك عن الوهم الذي وصل آلية الآريين بأعتقادهم أن ارواح الأموات تحتاج إلى الطعام والشراب والمسكن.
كل هذه العادات السلبية وغيرها وصلت إلينا ونحن في ألفية القرن العشرين،ولازلنا رغم تطور العلم والتكنولوجيا،والتوسع في المفهوم الديني،وإنشاء المدارس ودور العبادة،نؤمن بالتقاليد السلبية،التي أصبحت سرطان مستشري في المجتمع لا يمكن استأصاله.
المجتمع العراقي أحد تلك المجتمعات التي أصبحت فريسة لتلك المورثات السلبية،حيث رغم التطور العلمي و الارشاد الديني،إلا أنه بقت الحال وكأنه نعيش في مجتمع جاهلي،ما يحدث اليوم هو عمل مقيت،وغير مرضي به رغم توجيهات رجال الدين والقانون والنهي عنه،إلا أنه لا جدوى من ذلك.
انتشار ظاهرة إطلاق العيارات النارية،عشوائيآ وبدون مبرر،في الأفراح والأحزان،و في أغلب المناسبات،هذه الظاهرة للأسف الشديد أخذت مأخذ و مردود سلبي أثر بناء العلاقات الاجتماعية،حيث أصبحت قطيعة رحم،أثناء تصرفات جاهلية مورثة من عادات من الأوهام،أدت إلى إزهاق كثير من الأرواح أثناء حفل زفاف أو وفاة أحدهم،بل وحتى أثناء التشجيع لمباراة كرة القدم،والنهوة على النساء أثناء الزواج،بحجج ما أنزل الله بها من سلطان .
اليوم ونحن نعيش تلك المرارة والحرقة التي يعانيها الكثير من أبناء مجتمعنا،بحاجة إلى وقفة جادة للقضاء على تلك المروثات القبلية،القانون أولا ورجال الدين وشيوخ العشائر لهم كلمة الفصل بذلك،لكي نتفادى هذه الظاهرة علينا التمسك بالقانون وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha