سعيد شاب عراقي لون بشرته من لون تراب الوطن, صوته هدير حمام نخل الجنوب, ورثها من أبوه الذي مات قبل سنوات من ظلم جلاد ذلك الزمان حزناً على ولده البكر الذي أعدامه صدام.
يعمل سعيد في البناء, يكد على عائلة من عرق جبينه,على عيالهُ لايقبل المساعدة حتى من أقرب الناس اليه, سمع عن طريق التلفاز بفتوى الجهاد الكفائي, التي أعلنتها المرجعية العليا, بعد غزو داعش لأراضي البلاد, وتهديده لمقدساته, فثار غضبه, لكن لم يكن يعرف أين وكيف ينظم أمره حتى جاء الفرج عن طريق معتمد المرجعية في قرية.
دخل منزله وهو يهتف بأعلى صوته, لقد جاء الفرج, جاء الفرج, ومالذي أتى يازوجي الحبيب؟, أنه الجهاد المرجعية أعلنت الجهاد ضد خوارج العصر, هنا تلعثمت زوجته, ولكن أنت تعلم وضعنا ياأباعلي, كيف نعيش؟ وماذا نأكل؟ والشتاء قادم وسقف منزلنا يحتاج الى من يديمه, عزيزتي ا، الذي أطعمنا وأعطنا الصحة والسعادة طيلة تلك السنوات موجود, فلاتحزني ولاتخافي, هذه الدار المتهالكة ستكون جنة لنا وأنا عزمت أمري على اللتحاق مع المجاهدين.
هناك في أحدى غرف المنزل صوت ضعيف من أمه الضريرة, أتركيه يا ابنتي, أتذكرين ماذا كنا نسمع عند ذهابنا لمجالس الحسين عليه السلام, قصة تلك المراءة أم وهب في معركة كربلاء وهي تقاتل مع أبنها وعن زوجته التي حملت العمود لتقاتل الى جانبه, هنا توقفت أم علي لتعلن عن معدنها الحقيقي.
في الصباح التالي ودع سعيد عائلة والتحق بركب المجاهدين ولكونه عسكريا سابق, أستلم حضيرة للقناصين وباشر في تدريبهم, سعيد الذي لاتخطئ ضربة الهدف, بات مثار أعجاب رفاق الجهاد ,طوال تلك الفترة سعيد لم يتقاضى راتبا واحداً من الحشد الشعبي, كان يعيل عائلة خلال فترة الأجازة حيث يعود الى عشقة عمل البناء, الذي يتفانى فيه, ليكد على عائلة ويترك لهم مايكفيهم خلال فترة غيابه.
مرت الأيام وسعيد هو سعيد, في جهاده وحياته, لايتغير أبدا حتى بعد أن بترت أحدى يداه في معارك العز والكرامة, وعاد الى أهله يحمل وسام الفخر, سعيد لاينتظر تعويضا من الحكومة او من غيرها, فبعد تماثله للشفاء, عاد للجهاد من بابه الأوسع جهاد الكد على العيال ومتابعة شؤن عوائل الشهداء, وسعيد لازال في ذلك المنزل ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha