قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
ثمة منهج معرفي في الكتابة، يعتمد النقد وكشف الزيف والإنحياز للحقيقة، وتشخيص الأخطاء بدافع الإصلاح، لا بدافع تسويد وجوه المخطئين، فليس فينا إلا من هو خطاء، وتتراوح أخطاؤنا بين الشخصية، التي لا تؤذي إلا مقترفها، وبين الأخطاء التي يتأذى منها الأقربون، وبين الفادحة التي يرتكبها المنخرطين بالشأن العام!
معتنقو هذا المذهب، ومنذ "تورطوا" في حرفة الكتابة، وأتخذوها سبيلا لخدمة الحقيقة، وطنو أنفسهم أن تكون أقلامهم، وخبراتهم المعلوماتية ونياتنهم الشفافة، في خدمة الوطن ومسيرة بناءه ونهوضه.
هم ثلة وليسوا كثرا، فغيرهم يحملون المباخر، ويوقدون المجامر، هذه الثلة تعاهدت مع أنفسها ومع قيمها التي تعتنقها، على أن يكون كشف الفساد ومحاربته، واحد من أبرز مسارات عملها، ذلك لأنهم أدركوا، أن عمليات تخريب ممنهج وسرقة منظمة، تجري تحت عنوان التغييير الجديد وتحت ظروفه..
رجال هذه الثلة المشاكسة، قطعوا شوطا مهما في هذا الصدد، واجهوا خلاله مصاعب كبيرة، منها أنهم والصحف التي يكتبون فيها، باتو زبائن دائميين، للمثول أمام القضاء، لدعاوى يقيمها الفاسدون ضدهم، وضد الصحف التي تنشر لهم، تحت هذه الذريعة أو تلك!، وتعرض عدد من هؤلاء الكتاب الى مضايقات شتى.
بعض المضايقات كان ثمنها باهضا، إذ فقد كثير منهم أرواحهم، وبعضها كانت إهانات ووركلات ووجوه متورمة، وعين مزرقة؛ لكن الفاسدين وبرغم كل الذي يفعلونه، ضد الأقلام الملتزمة المشاكسة، لم يفلحوا في أي دعوى قضائية، مقامة ضد حملة هذه الأقلام، ولم يكسبوا أي قضية.
في تلافيف معركة الإعلام ضد الفساد؛ هناك منهج مشبوه؛ يحمل القوى الإسلامية تحديدا، وزر الفساد وإنتشاره، وهو أمر مقصود بلاشك، أنجر اليه كتاب هواة، وتلاقفه أعداء العراق ومستقبله، وغذوه الى مواقع التواصل الإجتماعي، وردده "سرابلة" المدنية ومخموريها:" بأسم الدين باكونا الحرامية".
الفساد ليس وليد اليوم، بل هو صناعة بعثية بأمتياز، وهو وليد نما وترعرع وقوى عوده، في ظلال الإقصاء البعثي، لعناصر ومكونات الوطن الأخرى، وأن الذين وقعوا في براثن الفساد وبين فكيه هم، أما بعثيين أصلاء؛ أو بعثيين بالنتيجة!
ليس بين الأحرار والأسلاميين، والتقدميين والقوى الخيرة فاسدين قطعا، نقول قطعا؛ لأن الفاسد الذي يلبس لبوس الأسلاميين، هو أما بعثي بالأصل، أو بعثي بالنتيجة، ولا شيء غير ذلك!
الأسلامي أو الوطني أو التقدمي، الذي تظهر عليه علامات الفساد وممارساته، هو ليس إلا مسخ منكفيء، الى التربية البعثية الفاسدة، التي هي منبته الحقيقي، والفاسد عنصر بلا لون ولا هوية حقيقية، وهويته الحقيقية مكتوب في أعلاها "فاسد"!
المحتل الأمريكي كانت أفيائة مرتعا للفاسدين، وأيهم السامرائي، الذي لهف سبعة مليارات دولار، أخرجته قوة أمريكية عنوة، من حبسه في شرطة كرادة مريم!
كلام قبل السلام: الفاسدون باتوا معسكرا مدجج بكل الأسلحة، منها سلاح "السربلية"..!*السربلية: هي مرحلة بين الصعلكة والتشرد..!
سلام
https://telegram.me/buratha