المقالات

نهضة الإمام الحسين عليه السلام معين لا ينضب||عبد الكاظم حسن الجابري

3304 2016-10-02

عبد الكاظم حسن الجابري الباحث عن القيم والفضيلة, وكل خصلة حميدة, ومن يريد الاصلاح وهداية المجتمع, ومن يفتش عن الايثار والصبر والشجاعة, سيجد كل ذلك في نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
تمثل نهضته عليه السلام معينا صافيا, من قيم الكرامة والتضحية, فهي نهضة أرست الشخصية الحقيقة للمسلم الذي لا يفكر بنفسه, بل بقيم رسالة السماء وتطبيقها, رغم محاولة الظالمين طمسها وتغييرها عن طريق الفتك والقتل.
وضع الإمام الحسين عليه السلام إسس نهضته, منذ أول إنطلاق حركته, وكان واضحا في ما يريده, ولم يستخدم اللف والدوران وإستغفال الناس والتمويه عليهم, فهو عليه السلام أبعد من أن يفكر بمصلحة شخصية أو مكسب معين.
"والله لم أخرج أشرا ولا بطرا, إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي, أأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر" كان هذا شعار سيدنا الحسين عليه السلام لنهضته فبعد أن رأى المعروف لا يعمل به, والمنكر لا ينهى عنه, ووجد إن سياسة الظلمة جرفت المجتمع إلى واقع مغاير لما جاءت به الرسالة الإسلامية, نذر أبو عبد الله نفسه لإستنهاض الإمة, وكشف زيف الحاكمين بإدعاءهم الإسلام, وأوضح صادحا بالحق, إن الحياة مع الظالمين برما, وإن الموت سعادة في سبيل الحق.
هذا الشعار السامي, والهدف النبيل, الذي رسمه سيدنا الحسين عليه السلام, يعطي صورة واضحة, وخط شروع لكل باحث عن الإصلاح, فالإصلاح في قاموسه عليه السلام لا يقوم بالظلم والجور, ولا يقابل الجور بالجور, ولا الظلم بالظلم, فإنطلاقة المصلح تكون إنطلاقة بناء, لا يـداخلها حيف, فالمصلحون يجب أن يكونوا بعيدين عن الأنا, وبعيدين عن التخريب والإضرار بالمصالح العامة, فلم يحدثنا التاريخ إن الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه, تعرضوا بالتخريب لأرض مرو بها أو بناء جاوزوه, ولا أخافوا آمنا, ولا روعوا شيخنا أو إمراءة أو طفل, بل كان مسيرهم مسيرا أخلاقيا رفيعا, حتى مع الجيش الذي جعجع بهم إلى كربلاء,  وكيف إن إمامنا الحسين عليه السلام أمر أصحابه أن يسقوا ذاك الجيش ماءا, وقام هو بنفسه عليه السلام بسقايتهم.
ثم إن الصراحة والوضوح كانت محور العملية الإصلاحية, فبعد أن بيَّن إمامنا الحسين عليه السلام شعاره, ووضح أهدافه, بدأ يشرع بإخبار من يرغب بالإلتحاق به, بحقيقة المصير الذي سيلاقيهم قائلا: "من لحق بنا أُستشهِد, ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح", وهذا الوضوح هو الأمر الغائب غالبا عن أكثر الحركات التحررية, لكن سيدنا الحسين عليه السلام كان دقيقا في حركته وتبيان تفاصيلها.
شمولية نهضة إمامنا الحسين عليه السلام, جعلها نهضة تصلح لمن يقتدي بها على مرِّ الزمان, وفي أي مكان, فنهضته بأبي وأمي هو, كانت مدرسة للقيم, وهي معين لا ينضب لمن أراد الإرتواء منه. 


abdhn1979@yahoo.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك