المقالات

الشقاوات وحالات العنف من المدرسة الى السياسة..

1288 17:18:00 2007-11-04

( بقلم : سليم الرميثي )

من خلال القصص التي نسمعها من اهلنا وابائنا في العراق نسمع كثير من القصص المضحكة والمبكية والتي ربما نعتبرها على انها من التراث الذي يجب ان يغير.ومن هذه القصص التي نسمعها وعشناها حتى الان في مجتمعاتنا هي مايسمى(بالشقاوات) فكل مدينة من مدن العراق لها شقيها الخاص بها ويعطى له لقب خاص من الالقاب الشعبية المعروفة مثل ابو طبرة وابو عقرب وابو شوارب الخ.....والملفت هنا ان اكثر هؤلاء عندما نقترب منهم جدا نجد فيهم الطيبة والشجاعة والكرم .مقابل الجهل و اللامبالات المفروضة عليهم لانهم يتصورون في كثير من الاحيان الاعتداء وضرب الاخرين حتى بدون سبب او لاتفه الاسباب من الرجولة اومن الشجاعة. بل تصل الحالة في كثير من الاحيان الى استخدام الات جارحة وحادة مثل السكين او غيرها والاعتداء على الاخرين لمجرد اشاعه او تهمة اصلا غير موجودة. وهنا اقصد يجب ان يكون التغيير لانه بصراحة يذكرنا بحقيقة مرة وهي ان الكثير من شباب مجتمعنا يعيش في حالة من التخلف واللامبالات هي اصلا مفروضة عليه من قبل انظمة وطواغيت اهملوا متعمدين الجانب الثقافي للشعب العراقي وهذا هو حال كل الانظمة الطاغوتيه بل ان الانظمة المتخلفة تعمد لنشر الجهل والتخلف وبدل ان تؤسس او تنشأ مدارس لتعليم وتثقيف الناس والشعب تعمل على انشاء ملاهي ونوادي ليلية يديرها رجال السلطة الحاكمة لتملأ حساباتهم المصرفية وبنفس الوقت هي تزيد من حالة التخلف والجهل وتلهي الشعب بقضايا تبعده عن التفكير بمصالحه وتطوره ثقافيا او علميا.

وهذا لايمنع ان بعض الشقاوات التي نسمع عن حكاياتها وهي تدافع عن الخير وكيف تنصر المظلومين ولكن هنا يبقى حديثنا فقط عن حالة العنف والاعتداء على الاخرين لسبب او بدون سبب لما يسببه من اهمال للقانون والنظام ونشر الفوضى والللا مبالات بمصير المجتمع والدولة . ونحن نعلم ان الجهل هو العدو الاول للشعوب وبالمبقابل فان العلم هو العدو الاول للطواغيت والمتجبرين وهم مااكثرهم اليوم في بلادنا العربية والاسلامية.

لذلك هؤلاء الطواغيت عملهم لايكون جادا الاّ في ظلم وتغييب الوعي عن الشعوب واشاعة الجهل والتخلف. فنجد مثلا البناء والاهتمام بشكل السجون والتفنن بانواع التعذيب للمعتقلين والاهتمام المستمر واللا محدود بالمؤسسات الامنية والعسكرية وجعل كل خزينة الدولة بامر الحاكم وتحت تصرفه وخدمته فكل الاشياء مباحة لهذا الحاكم وعائلته واقربائه والمتملقين له وبالمقابل كل شيء حرام وممنوع على الشعب.

من هنا نرى الان وبعد تحرر شعبنا من اعتى الطواغيت تقع المسؤولية الكبرى ليس على الحكومة فقط وانما على المثقف العراقي وكيفية الاهتمام والنهوض بالمجتمع علميا وثقافيا لكي نصل الى بناء مجتمع سليم ومتماسك.الشقاوات وحالات العنف الغير مبرر نراها موجودة حتى في مدارسنا من قبل بعض بل الكثير من المعلمين مع الاسف وهم يستخدموا الضرب المبرح مع التلاميذ والطلبة مع توجيه السب والقذف بابشع الكلمات التي لا يمكن لاي انسان عاقل ان يتلفظ بها وهذا مما ادى لنفور الكثير من التلاميذ وهروبهم من المدارس ليبحثوا عن حريتهم ولو على حساب مستقبلهم مما تؤثر وتنعكس سلبيا على تربية ونشوء الطفل وبالتالي تتسبب في هدم واضعاف المجتمع برمته.وهذا حمل كبير يضاف على كاهل المجتمع وخصوصا ان مجتمعنا يعاني من كثرة الايتام والمشردين .فاذا كانت المدرسة لاتؤوي هؤلاء ولاتربيهم فمن لهم وما هو مستقبلهم؟

ونحن جميعا نتذكر المعلمين الذين مارسوا العنف والضرب والسب معنا وبالاسماء عندما كنا تلاميذ وطلاب وكان الذهاب للمدارس بالنسبة لنا عبارة عن الم وخوف وقلق وخصوصا عندما ندخل المدرسة ونرى المعلم وهو يمسك بسوطه او عصاه وكأنه سفاح اشر. وهذه الحالة المأساوية مع الاسف لاتزال موجودة في مدارسنا وحتى في كثير من المؤسسات الحكومية و في تعامل الموظف مع المراجع او الزبون.

فنتمنى من حكومتنا ان تقوم بعمل ما أو سن قوانين لحماية المجتمع في المدرسة وفي الشارع وفي دوائر الدولة من هذه الحالات المسيئة والمؤذية وان تكون هناك عقوبات رادعة لمن يمارس العنف في المدارس أوفي جميع مؤسسات الدولة مثل الفصل من الوظيفة أوالغرامات المالية الكبيرة . ومانراه اليوم من تصرفات وتصريحات بعض السياسيين وحتى من بعض رجال الدين مع الاسف هو قريب من صفة الاشقياء والشقاوات . وهناك كلمات وجمل نسمعها مثلا من هؤلاء مثل (اذا لم تستجيب الحكومة لمطالبنا سنقلب عاليها سافلها).(واذا لم يتم اطلاق سراح المنتسب للحزب الفلاني سنحرق الاخضر واليابس) او مثلا شعار (علية وعلى اعدائي). وهكذا لا اعرف متى سنصل الى مرحلة نضوج فكري نحترم فيه الاخر و نحترم القانون حتى في اعلى درجات الاختلاف؟

مع الاسف نحن نرى الان الشقاوات وحالات العنف هي حالات موروثة من انظمة مستبدة ومتخلفة وقد انتقلت من المدرسة الى الشارع والى السياسة وفي كل مكان اي ان مجتمعنا قد توارث العنف من جيل الى جيل وهناك حالات واماكن سالت فيها دماء وهي اماكن يجب ان تكون رمز للمحبة والالفة والسلام .نسأل الله ان يعين شعبنا وبجهود الغيارى والشرفاء على تجاوز هذه المرحلة الاليمة والصعبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك