المقالات

أزمة حزب العمال الكردي التركي.. الكل يفتش عن المفتاح المفقود

1196 17:32:00 2007-11-04

( بقلم : عمار عبد الكريم الجيزاني )

تقاطعت في اغلب الأحيان الرؤى والتصورات المحلية والاقليمية والدولية ازاء ألازمة التركية العراقية بسبب النشاطات العسكرية لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يتخذ من قمم جيال قنديل مقرات لقواته وانصاره، هذه المناطق التي تعد وعرة جداً ومستعصية وليس من السهل الوصول اليها براً.

الكورد العراقيون وعلى لسان رئيس الاقليم في كردستان العراق الاستاذ مسعود بارزاني، صرح ولمرات متعددة بأنه يفضل الحل السلمي على الحل العسكري الذي سوف لا يخدم احداً، فيما طالب الـ(p.k.k) بالامتناع عن شن أي عملية عسكرية ضد القوات التركية وإلاّ سوف يواجهون عواقب لا تحمد.

عراقياً طالب الحكومة العراقية الـ(p.k.k) بترك الاراضي العراقية وان تواجدهم غير مرحب به معتبرة ان هذا الحزب هو حزب ارهابي حاله حال القاعدة (ومجاهدي خلق الايرانية)، وليس له الحق باستخدام الأراضي العراقية مقراً او ممراً لشن هجمات عسكرية ضد الجارة تركيا التي تربطها مع العراق علاقات حسن الجوار وسياسة عدم التدخل في الشأن الداخلي لكلا الدولتين.

تركياً لا زال التهديد بضرب قواعد هذا الحزب داخل العمق العراقي على أشده، وهذا ما دفع بوزارة الدفاع التركية بتحشيد أكثر من مائة ألف عسكري تركي بضمنهم الأكراد المتعاونين مع الحكومة على طول الشريط الحدودي مع العراق فضلاً عن قيام الطيران التركي بقصف تجمعات الحزب الكردي التركي في اغلب المناطق الحدودية التي يتواجدون فيها.

رجب طيب اوردغان المتحمس للقضاء على هذا الحزب وانهاء نشاطه الذي يعتبره نشاطاً ارهابياً معادياً للدولة التركية قد أوضح بشكل علني انه سوف يطلب من الرئيس بوش في لقائه المرتقب في الخامس من تشرين الثاني الحالي ان تبدي الولايات المتحدة الأمريكية المساعدة في التخلص من تواجد هذا الحزب على الأرض العراقية وكشف طبيعة السلاح الأمريكي الذي تدعي تركيا انها وجدته في حوزة المقاتلين في حزب الـ(p.k.k) وكيفية حصولهم على هذا السلاح الامريكي وإلاّ سوف يقطع العلاقات معها اذا لم تستجب لمطالبه.

محللون سياسيون ومراقبون عسكريون عراقيون ابدوا استغرابهم واستياءهم من تأخر الجامعة العربية والدول العربية من اتخاذ أي موقف ازاء التهديدات التركية وشددوا على ان هذه الازمة لو كانت مع الجارة ايران لما تأخرت الجامعة العربية في التنديد بها علماً ان لديها منظمتين معارضتين تتواجدان على الارض العراقية وهما منظمة (مجاهدي خلق) والحزب الديمقراطي الكردي الايراني، ولذلك ذهبوا الى ان الجامعة العربية تتعامل مع هذه ألازمة بازدواجية المعايير مع الأخذ بنظر الاعتبار ان الدولتين الجارتين هما من الجوار الاسلامي للعراق وليس العربي.

الخارجية العراقية وعلى لسان السيد هوشيار زيباري قال: ان الحكومة العراقية سوف تتخذ تدابير حاسمة تجاه تواجد عناصر حزب العمال الكردي داخل الأراضي العراقية وفق الدستور العراقي الذي يحظر تواجد مثل هذه الأحزاب المناوئة لدولها بشن عمليات عسكرية من داخل العراق.

الكل يبحث عن الحل (الحل الدبلوماسي) والكل يطالب الحكومة التركية بضبط النفس وعدم التصعيد ابتداءً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيزور انقرة قريباً الى الموقف الأمريكي الذي أكد ان الادارة الأمريكية على استعداد لتقديم معلومات استخباراتية للجانب التركي عن اماكن تواجد عناصر الـ(p.k.k) وعدم تعريض الاراضي العراقية لخطر الاجتياح العسكري الذي ربما سيتحول الى كارثة لا تحمد عقباها. يعتقد المحللون السياسيون ان اجتماع دول الجوار العراقي في اسطنبول سوف يجد المفتاح لحل هذه ألازمة الخطيرة رغم ان الحكومة العراقية ترفض ان يتحول هذا الاجتماع الى بحث هذه ألازمة او ان تأخذ الأولوية على بساط البحث وعلى جدول أعمال الاجتماع الذي خصص لبحث موضوع(الارهاب) في العراق ودعم الحكومة العراقية المنتخبة وإسنادها في تصديها للارهابيين ووقف تدفقهم من خلال الحدود المشتركة بين العراق ودول الجوار.

من الواضح والمفروغ منه رغم تأكيد الحكومة العراقية على عدم جعل هذه ألازمة ان تتصدر المواضيع المطروحة للبحث، إلاّ ان المحللين يرون ان بحثها مطلوب في هذا الاجتماع لايجاد الحل الدبلوماسي الذي يرضي جميع الأطراف باعتبار ان هذا الحل هو الانجح الذي يصب في مصلحة الجميع.

الاخوة الكرد ـ كما يقول المحللون ـ هم الأقرب لالتقاط هذا المفتاح خاصة ان امن منطقة كردستان العراق جزء لا يتجزأ من أمن العراق والعكس صحيح، لذلك يتعين عليهم ان يأكدوا توضيح موقفهم الرسمي ازاء هذا الخطر وهذا ما يجعلهم اكثر قرباً وانسجاماً مع عمقهم الوطني والستراتيجي العراقي. وهذا ما فعله الاخوة الكرد بشكل واضح وصريح خصوصاً في الزيارة الأخيرة التي حملت رئيس برلمان كردستان الأستاذ عدنان المفتي برفقة الأستاذ فاضل ميراني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني اللذين شاركا بكثافة وعمق في عملية الحراك السياسي العراقي. وذلك من خلال اعلان مواقفهما من على منصة البرلمان العراقي وكذلك من خلال تأكيد هذا الموقف من داخل أروقة الدولة المركزية وزيارتهما لقادة الكتل السياسية وفي طليعتها المجلس الأعلى الاسلامي العراقي، حيث كان لجو الصراحة والشفافية ما يبعث على الاطمئنان من ان المواقف السياسية العراقية برمتها تسير باتجاه واحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك