المقالات

غيوم الحرب الاهلية تتبدد في سماء العراق

1177 17:44:00 2007-11-04

( بقلم : علي حسين علي )

يشعر المواطن العراقي والمراقب السياسي بان الاوضاع الامنية في بلادنا قد تحسنت الى حد لم يكن متوقعاً قبل عام من الزمان، وان هذا التحسن الامني قد انعكس على العملية السياسية التي اتسمت هي الاخرى بالاستقرار اولاً وبالتصاعد ثانياً باتجاه انجاح فرص بناء العراق الجديد الحر الديمقراطي الفيدرالي التعددي.قبل عام، او اقل من عام كانت ايام شهر تشرين الاول عاصفة ومرعبة ان جاز لنا وصفها بهذا الوصف، فقد وصل عديد التفجيرات في العراق الى اكثر من مئة وخمسين تفجيراً في بغداد وحدها، فيما تعاني المحافظات (الساخنة) من عمليات قتل على الهوية وتهجير وقطع رقاب الناس الابرياء، وقد بلغ اليأس بالعراقيين مبلغاً كبيراً الى حد توقع حدوث حرب اهلية شاملة بين يوم وآخر.

واذا كان الوضع الامني عاصفاً ومضطرباً، فان العملية السياسية كانت هي الاخرى تعاني من شلل تام وتراجعات في المواقف وتخلي عن الاتفاقات ونقض للتوافقات.. وكانت بعض القوى السياسية قد استغلت الظرف الامني ولوحت للحكومة بانها وراء ما يحدث وانها قادرة على تعويق عمل الحكومة، وتصور هذا البعض بانه بذلك قادر على ابتزازها للحصول على مكاسب ذاتية وفئوية.وحقيقة، قبل عام كان العراق غارقاً في مشاكله، وكان العراقيون يائسين من الفوز بفرصة سلام وامان.. وكان بعض السياسيين في الداخل والخارج واجهزة الاعلام المغرضة تغرق الاجواء العراقية بتنبوءات الحرب الاهلية، وتدفع باتباع القاعدة الارهابية واعوان المقبور صدام الى المزيد من القتل والارهاب والتهجير لاحداث فوضى عامة تؤدي الى الحرب الاهلية.غير ان المخلصين لوطنهم والطائعين لربهم في خدمة ابناء العراق كانوا يعملون ويواصلون العمل ليل نهار من اجل ان لا تحدث الكارثة – الحرب الاهلية – وقد كان للمرجعية الدينية العليا ولسماحة الإمام السيد السيستاني دور فاصل في اقناع ضحايا الارهاب بالصبر والتماسك بوجه هذه الموجة العاتية ودفع البلاء الاكبر بالبلاء الاصغر.. وكذلك كان موقف مرجعيتنا السياسية المجاهدة التي وقفت مع الشعب وحدت من سورات الغضب ومسكت بزمام الامور وحالت دون انفلات الاوضاع الى الحرب الاهلية.

وبعد تطبيق خطة فرض القانون في شباط من العام الماضي، وما تلى ذلك من اجراءات امنية مشددة ومدروسة، وما بذله المجاهدون الامنيون المضحين بحياتهم من اجل الامن والاستقرار وحماية ابناء شعبهم.. وكذلك ما جرى من حراك سياسي عقلائي ومدرك لخطورة المرحلة.. كل هذا ادى بالنتيجة الى ان تتغير الصورة، وتنسحب شؤم الحرب الاهلية، وتتقلص عمليات القاعدة الارهابية وتهرب من المناطق (الساخنة) وتطاردها عشائر الصحوة المباركة في الانبار وصلاح الدين والموصل وديالى وشمالي الحلة، وبعد ان كانت بغداد تصبح وتمسي على الانفجارات ودويها، ساد بعون الله وبجهود المخلصين الامن والاستقرار، وانكفأ الارهابيون عى اعقابهم.انه عام، او اقل من عام، شهد فيه العراق تحولاً مذهلاً بكل الحسابات، فبعد ان كانت الغلبة والسيطرة والمبادرة بيد الارهابيين، صار الحال غير ما كان فالغلبة والنصر يلوحان اليوم، بينما يشعر المواطن العراقي بالامن والسلام.. وذلك كان حلماً قد تحقق على أرض الواقع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك