المقالات

بدماء الحسين والحشد المقدس تنتصر رسالة الإصلاح||عمار العامري

2858 2016-10-04

عمار العامري

   الشهادة أرفع درجات الإيثار, إذ إن الجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ, وعملياً فإنها ثغرة تفتح بجسد الأمة لتحيى, ففقدان الشباب في المعارك ليس خسارة لأعزاء فحسب, ولكنها نجاة أرواح الآخرين وحفظ لممتلكاتهم, فيتحقق الهدف الإنساني الأكبر, بالوصول إلى طاعة الله تعالى, وأداء التكليف الشرعي؛ بحفظ كرامة الأمة, وأعراض المسلمين ومقدساتهم.

   فعاشوراء كانت أقدس منازلة لأنصار الحق ضد الباطل وأهله, ففيها استمرار للدين الإسلامي, وديمومة لمبادئ العقيدة السامية, ذا كانت معين لا ينضب, لذا دعا الأئمة الأطهار المؤمنين للارتباط بمدرسة عاشوراء, العنوان الأكبر لمعاني الأخلاق والقيم الإسلامية والإنسانية, التي يتعلمها الفرد في حياته, لارتباطها الوثيق برسالة الإمام الحسين, التي كتبت بأطهر دماء أهل الأرض, كونها مصنع للشهادة, وتخرجت منها قوافل الشهداء.

   أولئك الذين ما زالوا إحياء عند ربهم, بدليل قوله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" تعرفهم في الحياة الدنيا بأخلاقهم كما جاء بالذكر الكريم: "تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ" الارتباط بهم يجعلك تتعرف على روحيتهم, وتتأثر الأنفس وتهز الضمائر عندما تقرا وصاياهم, بشر وأسمى من ذلك بكثير, ملائكة وارفع من درجتهم, كونهم مرتبطين بالرسالة الحسين.

   فارتباط رسالة الإصلاح؛ التي أطلقها الإمام الحسين تعد أعلى درجات الكمال, التي يصلها الإنسان في تحقيق أهدافه المنشودة, فالظفر مرتبة لأولياء الله, وتحقيق الفوز العظيم مناط بهم, إن كان الفوز بالنصر والفتح, أو بالشهادة والولوج إلى الجنة, كونها باب فتحه الله لخاصة أولياءه, ولا يعني إن الحسين جاء لكربلاء من اجل الشهادة, وهذا تصور ساذج, إنما لإدامة أهداف الرسالة السماوية.

   وخلال الحقب الماضية سار على هذا النهج العديد ممن وقفوا بوجه الظلم والظالمين, وتصدوا بأرواحهم لمواجهة التيارات المخالفة لأهداف الإصلاح, ومن أولئك من تجسدت فيهم مواقف أبناء الحشد المقدس, فتجسد دور حبيب ابن مظاهر بشيبة الشهيد أبو حميد الكعبي.

   ونال وسام عريس الحشد تيمناً بالقاسم, الشهيد حسين الموسوي بالثرثار, فيما برز للموت شباب علي الأكبر؛ مسلم الياسري, وعلي الساعدي, وعمار زبيدي, وحسام الطالقاني, وناصر العوادي, وحسام السلطاني, ممن كانت بطولاتهم دروس للأجيال, فيما قدم أسامة المعموري كفه بمنازلة أسطورية, امتثالاً بأكف أبي الفضل العباس, اما مواقف السيد صالح البخاتي, وأبو مصطفى العيداني, فكانت بمعنى الكلمة تجسيد لأنصار الحسين بكربلاء.

   لذا فالشهادة بعنوانها السامي؛ إحدى وسائل إتمام النعمة وإكمال الدين, وامتداد لرسالة الإمام الحسين الإصلاحية, فالأمم لا تحيى بلا عطاء, ولا تسلم بلا دماء, ومقام الشرف والرفعة, الذين يناله الإنسان المؤمن, لا يُرتقي إليه إلا بإراقة الدماء الزكية بالشهادة: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى... حتى يراق على جوانبه الدمُ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك