مرتضى ال مكي
بعدما رأى براثن الحقد وفلول داعش ال امية، طغت في الأرض وافسدت الدين، أعلن عن فتوى الجهاد قبل ان يصل فسادهم ربوعه ومدينته، وحمل عياله وانصاره وسار نحو اوكار الفساد، ليدمرها بدمائه، هكذا كانت فتوى الجهاد التي أطلقها أبا الاحرار –ع-.
تهافت الناس على تلك الفتوى وسجلت الأسماء وتشكلت القوات، جيش خرج من الحجاز واخر تشكل في الكوفة، (18000) متطوع صلى خلف قائد الحشد في الكوفة، قوافل تدون اسماءها منتظرة ساعة الصفر، لكن سرعان ما تبدد ذاك الجيش، عندما تدخل الذهب ولم يبقى الا من ذو حظ عظيم.
صخب اعلامي وضجة لمن ركب الموجة، فيما أصحاب الحشد الحقيقيين لبسوا قلوبهم على الدروع، وتقدموا الى ابن بنت الرسول –ص-واله، "والله لوددت إني قتلت ثم نشرت، ثم قتلت، حتى أقتل كذي ألف قتلة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك" طلقوا الدنيا ثلاثاً وقدموا مشروعهم على كل مصالحهم الزائلة.
ربما الصورة متشابهة نوعاً ما، جيش متطرف جاء بحقد قاصداً كربلاء، ليأخذ بثأر من ارداهم مجاهدين الطف عام 61هـ، خطر محدق ووطن الحسين في ريبة وذعر، داعش على أبواب كربلاء! صمت رهيب وهدوء يسبق العاصفة، حتى بان صوت هاشمي قلب الطاولة، صوت فيه العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة، أعلن عن فتوى الجهاد الكفائي.
هبت قوافل وعراضات مسلحة، كل في منطقته منتظرين إشارة المفتي، ضجت إعلامية ضخمة، لكن يوم بعد يوم بانت رجالات الحشد الصامتة، والبعيدة عن كل تفاهات الرياء والاعلام، عندما رفرف علم الشهادة فوق جثثهم، بعدما اذاقوا اعداءهم صولات ذكرتهم بما نقل لهم عن الطف، انهم أبناء الحسين ورجال السيستاني.
خلاصة القول: حشدٌ استلهم من رجالات الطف صولاته، وقائدَ حشدٍ استلهم من قائدَ الطف قراراته، واستأذنه قبل ان يعلن فتواه.
https://telegram.me/buratha