المقالات

عاشوراء وبدعة التأسي والإقتداء...!||وليد كريم الناصري

1431 2016-10-07

وليد كريم الناصري

إن ما يجعل التصحيح المعرفي أصعب، أن تجد الجاهل أوثق بجهله من العالم بعلمه، وهذا ما يجعلك أمام مسؤوليتين أحدهما أصعب من الأخرى، مسؤوليتك إتجاه تصحيح المسار المنحرف، ومسؤوليتك إتجاه تحجيم الجهل في المجتمع، إن لم تستطع القضاء عليه، وأقل ما في ذلك تحتاج الى المقبولية وقوة الدليل والمعجزة، ولأن زمن المعجزة ولى مع الانبياء، بقي قوة الدليل والمقبولية، وهذا ما يمتلكه (الخُطباء) ولكن أغلبهم ركز على شخصيات عاشوراء، وزهد بالثورة وكيفية التعامل معها.

شغلني سبر أُغوار بعض المصطلحات، التي يتدولها المجتمع، ومنها ( الإقتداء والتأسي) لما لهما إرتباط وثيق بثورة الحسين، وكيفية التعامل معها من قبل جُهال المسلمين، حتى صارت البدعة والخرافات تعلق على شماعة التأسي والاقتداء! وراح رهط من المجتمع يهرول على النار والزجاج! ومنهم من يفترش الجمر محراباً للصلاة! ومنهم من يخرج أصوات كألكلاب! ومنهم من يضرب نفسه بالخف! تعبيراً عن التأسي بأهل البيت والإقتداء بهم، في كيفية إحتواء فاجعة الحسين بكربلاء.

مشكلة حقيقة، لدى بعض أتباع أهل البيت، تنشأ من سوء فهم المصطلحين فمنهم من يجمعهما على طاولة واحدة بنفس التعريف، ومنهم من لا يفهم كيفية توضيفهما، وسنورد خلال المقال تعريفاً وتوضيح لكليهم

الإقتداء: أعم من التأسي، وهو تعامل معنوي بما يصدر عن الفرد من( جَمائل)، أي تعامل مع التصرفات لا مع الشخص، وأختص بالإقتداء الرسول محمد بقوله تعالى (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) ولأن الرسول أفضل من عامة الانبياء فهو لا يقتدي بأشخاصهم بل بما صدر عنهم، ومثالها أن يتحمل الرسول مسؤولية الرسالة، كما تحمل إبراهيم عندما أُمر بذبح إسماعيل، أو ألقي بالنار، وهذا لا يعني أن يذبح الرسول ولده، أو يلقي نفسه بالنار.

التأسي:- وينشأ في حالة محددة، ويحدد بوقت معين، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَومَ الْآخِرَ)، فهنا الرجاء لله هو من حدد مناسبة التأسي، وهي تعامل مع الأشخاص ومع ما صدر منهم، ويخطأ من يجعلهما مبرر لفتوى الإيجاز بإختلاق البدعة، ومثاله من أصابته مصيبة بفقد ولده أو عزيز عليه، فليتأسى بصبر الحسين على ذلك، ولا يعني أن يقدم بقية ولده للذبح، أو يحرمهم الماء، بحجة ما جرى على الحسين.

 

 نفهم من ذلك بأن المصطلحين، هما إستدراج أنفسنا للقدوة أو الإسوة، وليس إستدعاءهم إلينا بأفعال أبسط ما يقال عنها "البدعة"، الحسين لا يريد جسد ملطخ بالدماء، بقدر ما يريد مُصلٍ مبلل بماء الوضوء كل وقت، ولا يريد طعاماً بإسمه يملأ أكراش الأغنياء، بقدر ما يشبع بطون الفقراء، فلابد أن يقاس التأسي والإقتداء بما كان يفعله أهل البيت، وليس في إستنتاج بدعة لا مبرر لها، وتضر بالمذهب ولا تنفعه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك