المقالات

صلح الحسن ع بداية الثورة الحسينية‎||عزيز الابراهيمي

1512 2016-10-07

عزيز الابراهيمي

عاشوراء هي المحطة الاخيرة لثورة استمرت عقدين من الزمن, حيث كانت البداية في صلح الامام الحسن عليه السلام, وهنا قد يولد تعارض؟! فكيف يكون الصلح احدى مراحل الثورة؟ وحل ذلك يكمن في معرفة مفهوم الاصلاح الذي كان شعار الثورة الحسينية المباركة (لم اخرج اشرا ولا بطرا ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي).

فالاصلاح يقوم على ثلاث اسس, اولها امتلاك المصلح للقيم الحقة, والثاني كشف الواقع المنحرف واخرها استنهاض الامة بشتى الوسائل, لتقوم بدورها في مقاومة الانحراف الذي تعيشه, ولا يشك احد ان اهل البيت قد ورثوا ما جاء به الرسول الاعظم من علم, واخلاق, وطرق مثلى للسير بالامة نحو تكاملها, ولكن انحراف الواقع الاسلامي بعد وفاة رسول الله, ادى الى اقصائهم عن مواقعهم التي اختارها الله لهم, حتى وصل الامر الى ان تكون خلافة الرسول الكريم عبارة عن ملك بيد معاوية على شاكلة قيصر او كسرى, والذي كان داهية في استخدم سياسة التضليل, والتجهيل, والاسكات بالقوى الناعمة والخشنة.

كان معاوية رغم انحرافه الكبير لا يجاهر بمخالفة ظواهر الاسلام, من صلاة, وحج ولم يكن ساذجا بحيث يستثير المسلمين, وقد سعى الى بث الجهل في المجتمع, ليكون بمنأى عن محاسبتهم, كما اسكت خصومة بالمال تارة وبالسيف اخرى, فهو يريد بناء واقع في الحكم, وادارة الدولة, يقوم على اساس الملك الذي لايخضع لاي ضابطة سوى ارادة الملك الاموي, فكسر هيمنة هذا الواقع المضلل يتطلب من أي مصلح إجراءات تبين للامة حقيقة حكامهم الفاسدين, ولأن الناس كانوا تحت سطوة تلك السياسات الشيطانية, فأي ثورة مع قلة الناصر لها, ستؤول على انها منازعة في رداء الملك.

ضمن الامام الحسن عليه السلام في صلحه شروطا, كان يعلم ان معاوية سيخالفها ولكنه يريد ان يأخذ منه اقرارا امام الامة – التي خدر وعيها - بأنه أنحرف عن شرع الله تعالى, فالكف عن سب الامام علي عليه السلام الذي كان يعني سب رسول الله لانه اخيه وابن عمه, الى عدم ملاحقة اصحابه, بالاضافة الى رفض ان يكون الحكم بالوراثة الى ولده يزيد, كلها شروط تبين للناس جميعا ان معاوية لم يفي بها منذ ايام الصلح الاولى.

بعد هلاك معاوية لم تكن الامة تحت سطوة التضليل الذي مارسه بدهائه, الا انها ابتليت بداء اخر, وهو موت الارادة والخنوع للواقع المنحرف, فقلوب الناس مع أي مخلص, ولكنها قد لا تنصره لعطب اصاب ارادتها, وهذا ما يبينه قول الفرزدق للامام (قلوبهم معك وسيوفهم عليك), فثورة الاصلاح وصلت الى مرحلة تزويد الناس بشحنات الحماس, ورفض الضيم بعد ان انكشف لهم جميعا حقيقة التضليل الاموي, وما لحق بهم من جراءه,وهذا ما يفسر لنا عدم حاجة الامام الحسين عليه السلام الى تبرير خروجه في كثير من المواقف, الا بالقول شاء الله ان يراني قتيلاً لان الحجة قد تمت على الجيمع, ولم يبقى الا احياء ارادتهم

فمعركة عاشوراء ابتدأت مع صلح الامام الحسن ع, وختمت بالدماء الطاهرة في كربلاء بعد ان قطعت اشواطأً, زودت فيها الامة بالوعي, والارادة, وتحمل مسؤولية الدفاع عن العقيدة.

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك