فمن جملة إتهامات المعتوه الخياط، هو تبعية السيد السيستاني لإيران، وإن مرجعية النجف، كانت جزء من الأجندة الإيرانية، بينما المرجعية الدينية، وعلى مر العصور، لم ولن تكن خاضعة لجهة سياسية، لذا نجد إن فتوى الجهاد الكفائي، التي أطلقها المرجع الأعلى علي السيستاني، كانت منه إلى عموم المسلمين، ولم تكن من إيران أو مرجعية السيد الخامنئي، وحينها كانت داعش، قد سيطرت على معظم الأراضي، التي يتواجد عليها المكون السني! أما وجود التطابق في بعض الرؤى، نابع من وحدة الخطر المهدد لكل الأمة الإسلامية، ثم إن إيران جزء من الأمة الإسلامية.
أما علاقة مرجعية النجف، بالحكومة العراقية، فقبل أن نخوض في حديثها، لا بد أن نلفت إنتباه القارئ، لموضوعة الحكومة العراقية وبنيتها التكونية، فهي تتألف من ثلاث مكونات رئيسية، الشيعة العرب والعرب السنة، بالإضافة للأكراد، مع وجود عدة أقليات، داخل المنظومة الحكومية، لذا فحكومة العراق، ليست شيعية، بل الشيعة تمثل الجزء الأكبر، من التشكيلة الحكومية، كما وإن المكون الشيعي، لديه أكثر من مرجع تقليد، ولا ينحصر تقليده للسيد السيستاني.
إن دور مرجعية النجف، بإتجاه الدولة العراقية، ومنذ سقوط الصنم صدام، هو النصح والإرشاد، فإجراء الإنتخابات كانت وراءه مرجعية النجف، وكذلك دورها بإنهاء الحكومة الإنتقالية، ولها الفضل الأكبر في كتابة دستور العراق، وعند تفجير ضريح الأمامين العسكريين في سامراء، والذي تقف وراءه دول عربية وإقليمية، والتي أرادت من خلاله، تأجيج الحرب الطائفية والأهلية، فكان لحكمة المرجع السيستاني وإنسانيته، الدور الأكبر والأمثل، في وأد تلك الفتنة الكبيرة، ولولاه لغرق العراق وأهله، بأنهار الدم، لذا رشح لنيل جائزة نوبل للسلام على أثرها.
ثم جاءت فتواه العظيمة، بالجهاد الكفائي، لتقضي على مشاريع تقسيم العراق، وتكون السبب الرئيسي، بهزيمة المجاميع الإرهابية التكفيرية داعش، في العراق، أما بخصوص الجنبة الإقتصادية، فلم تدخر المرجعية الدينية جهدا" ، بالنصح والإرشاد، للحكومة العراقية، حين أكدت دعمها بضرب المسؤولين المفسدين، بيد من حديد، وإستعادة المال العام منهم، كما وأكدت المرجعية، على ضروروة تنويع مصادر الواردات المالية، من خلال تطوير قطاعات الزراعة والصناعة وكذلك السياحة، لإغناء الموازنة العامة، فأين أنت يا خياط من هذه الحلول العظيمة؟ (إنها لا تعمى الأبصار، ولكن القلوب التي في الصدور).
الحقوقي علي فضل الله الزبيدي
alimohammedalwan@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha