المقالات

الناخب المرتشي والسياسي الراشي شريكان بذبحنا||واثق الجابري

1189 2016-10-09

  واثق الجابري نوجه لومنا وإتهامنا في غالب الأحيان الى الطبقة السياسية، وأنهم يتحملون كل ما يجري في الساحة من سوء خدمات، ويعتقد معظمنا أن الكثير منهم جاء بطرق ملتوية ورشاوى بأساليب مختلفة، والمرتشي مواطن دفعته الحاجة وتم شراء صوته وبعضهم باع ضميره، ولكن السؤال هل المذنب هو الراشي أم المرتشي؟!
صار للرشوة صورة كثيرة في حياتنا، وحتى القطاع الخاص بعضنا من يعطي رشوة للعامل دون علم سيده، والموظف يبتز المواطن والأخير يبحث عنها ويتقبلها برحابة صدر.
عند مراجعة أي مواطن الى مؤسسة حكومية مثلاً، وأمامه شباكين للمراجعة؛ أحدهما لموظف يبتز المراجعين بأساليب ملتوية؛ لأخذ المال مقابل تحريك معاملاتهم؛ وإلاّ سيسمعون عدة إشكالات وطريق لا ينتهي بالتعقيدات والتعجيز، وربما يدفع المواطن أضعاف ما يطلبه الموظف، ويخسر من وقته وراحته أيام أن لم تك سنوات؛ أما الموظف النزيه تجد الفقراء والمعوزين على شباكله وقد أنهكه العمل، ولو إمتلكوا أموال لذهبوا الى الشباك الآخر لإختصار الوقت.
يجبرك أحياناً صاحب الشباك المرتشي، وقد يبررها بأن لا يرتكب أخطاء وتجاوز على القانون، ويعتقد أنه يقدم خدمة كبيرة تختصر الوقت وهو مَنْ يخدم الناس أكثر، ويصبح ذا جاه وسلطة حيث يتوسطه المراجعين، ويجلبون أصدقائهم وأقاربهم، وأحياناً يصبح بعضهم دليلاً له وإذا زاد من نسبة المراجعين قد يحصل على نسبة من أموال الرشاوى، أما الشباك الثاني فعادة ما يوصف بالمعقد والروتيني والقانوني والشخص الذي لا يُطاق.
إن المرتشي هو من أجبر الراشي على دفع المال؛ وإن كان الراشي والمرتشي شريكان بالجريمة، وما المواطنيين عند الموظف المرتشي إلاّ بضاعة تُباع وتشترى، ولا كرامة إلا مقابل مال وتنازلات عن قيم إنسانية وأخلاقية ومسؤولية في الحياة، وما بيع الضمير إلاّ تنازل وبيع لأغلى ما يملك الإنسان.
نتهم بعض السياسين لأنهم يقدمون رشوة لبعض المواطنين، ونقول أنهم خادعوا الشعب بالوعود والشعارات، ولا نتعترف أن بعضنا من سمح لهم وإبتزهم لذلك وإلاّ إختيار غيره.
المشكلة في كثير من العقول المتخلفة عن الوطنية، وتحت تبريرات الفقر والجوع والأمراض وسوء الخدمات، وغياب وعيها السياسي والإقتصادي وأنانيتها، وهؤولاء يعرضون أنفسهم للبيع ويبحثون عن الراشي ومَنْ يدفع أكثر، مقابل ساسة يرشون دون تقديم برامج إنتخابية وسياسية خادمة للمواطن، ويراهنون على عدد المرتشين وما تقرره سوق بيع الضمائر، وبذلك يسجل الفوز لمن أكثر فساد سياسي وأخلاقي في موارد كثيرة، ولكن اللوم يتحمله المواطن المرتشي، الذي إبتز سياسي مستعد، ودفعه لمرض الفساد والرشوة، وقد تصل عدواها الى ساسة آخرين، وبذلك يكون سوء واقعنا بسبب ناخب مرتشي وسياسي راشي، ولكن كلاهما شريكان بالجريمة وهدر المال والفساد، الذي أوصل الى ذبح رقابنا، ومن دفع الرشوة أكيد أنه يبحث عن طرق لإسترجاعها وأن كان ثمنها دمائنا.


awathiq@ymail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك