اتجهت تلك الفئات ليلة العاشر من المحرم صوب القبلة، لهم دوي النحل، وعلي مستقبل أرض الغري مشغولاً بعهد يبرمه مع جده علي الكرار –ع-وهو يردد: جَداه ها أنا الأكبر
والصبحٌ إذا أسفر
سيف إبنكَ إن زَمجَر
فَسَيَخطِبَ في العَسكَر
والطفٌ لهٌ مَنبَر أخذ الأكبر يشرح لجده، ماذا سيعمل غداً، ان حل الصباح وبدأت معركة الحق، التي لا يبالي ان وقع عليها او وقعت عليه: عيدي ميدانٌ الحربَ إذا ما عجا
صيدي أبطالٌ في ساحاتِ الهيجا
سيفي سَيَصدٌ العالمَ فجاً فجا
طعانٌ في الحومةِ مثلي لا يرجا
وعلى هامِ الفرسانٌ سأطوي السرجا
لم يلقوا الا الموتَ لديهم منجا توقف الأكبر قليلاً وسط المعركة! واصفر وجه الحسين وخرت الرباب مغشياً عليها، لكنه إنشغل مرة أخرى مع جده، واتفقا إنه سيعيد إسمه، وسيحيي ذكراه في الطف وردد:
جداه من لا يعرفٌ حيدر
سَيَرى شبلٌ قسور
في الحربِ إذا يزأَر
يرمي أهل المٌنكر
بفمِ الموتٌ الأحمر بدأ صولاته وفيه عرق حيدرة، وهو يغوص وسط الفرسان مردداً: لما أبرزٌ لم أطبقها اجفاني
عيني بين الحربٌ وخدري الاحزانِ
وعيونٌ إمامي عن بعدٌ ترعاني
ويواسي صبراً قلبَ الامٌ الحاني
وأنا الموتٌ على عٌبادٌ الاوثانِ
لو يروى سيفي ضامٍ صاحَ سناني ساد التبختر المعركة، وفرت كل فرسانها وهو يقتنص ساداتهم فينهيهم، بعد ان أردي ابن غانم صريعاً، استأذن جده قائلاً: سأعود الى خيمة أمي بالبشرى
وأرى في عَينيها قلباً قد سٌرى
وتراني قد خَلَفتٌ على الرمضاء بَكرى
لكن كيفَ سأشكو للسبطَ الحرا
أو أطلبَ ماءاً وهو بالماءِ أحرى
سأعودٌ وأدعو نفسي صبراً صبرا الان بدأ الأكبر ينعى نفسه! اذ المعركة بدى أوجها، واشتعلت نيران الحرب، وقف الكرار بجنب الأكبر، فيما ردد الأخير: سترى جسمي يا جدَ على الغبراءِ
مسحوقَ الاضلاعَ قطيعٌ الاعضاءِ
أٌسقى بالكأس الأوفى بعد وفائي خلاصة القول: إيثار وجهاد الكبر لن يكون خافياً اليوم! ففي الحشد الشعبي شباب استلهموا من الأكبر وابيه، كل صولات الطف، وطبقوها في ارض الحسين، دفاعاً عن الحسين، فالظمأ الذي ناله الأكبر تجشمه صالح البخاتي، والحر اذاقه أبو منتظر المحمداوي، والدماء التي سالت، سالت من أبو مصطفى العيداني، وغيرهم كثير.
سلام.
murtdha860@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha