لذا بات إلزاماً على المؤمنين بالقضية الحسينية, التمسك بإحياء الشعائر وإقامتها في عاشوراء الحسين "ع", ليس كونها تعد ممارسات شكلية لتأدية فروض معينة, بقدر أن الشعائر طقوس سنوية يراد منها إعلان أحقية أهل البيت "ع", والدفاع عن أهداف ثوراتهم حتى تحقيق ذلك: "يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا".
وأيضا فيها تصديق لمقولة الإمام الحسين بكربلاء "ع": "إلا من ناصر ينصرني" وبما أن أهل البيت "ع" هم حملة الرسالة السماوية في هداية البشر, فإن إحياء الشعائر تظهر فيه النصرة وأعلا الحق, وتنفيذ لشعائره تعالى, التي ورد ذكرها في القران الكريم: "ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".
وعليه لابد للمؤمنين بقضية الانتظار من الاطمئنان لما نقوم فيه من ممارسة الشعائر الحسينية, على أنها تعظيم للشعائر والطقوس الإلهية, ومن هذا المنطلق يعتقد المنتظرين لظهور الإمام المهدي المنتظر "عج" إن إحياء الشعائر هو تعظيم لأمر الله الوارد في أية التعظيم: "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".
وكذا الإخلاص في نية الإحياء للشعائر يدخل في مورد تقوى القلب, واطمئنان لصحتها, وإظهار للسنن الإلهية في نصرة الحق والدفاع عنه, بوجه الظلم والظالمين, الذين شاعوا الفساد في البر والبحر, لذا كان إلزامناً على من يشعر بأن نصرة الحق لا تكتمل في الأرض, وترفع راية الحق إلا على يد ناصرها.
لذا وجب تعظيم الشعائر الحسينية وإحيائها, بما يتناسب وحجم الظلم الذي لحق بأهل بيت العصمة "ع", وبقدر ما يستطيع الإنسان تقديمه لنصرة إمام زمانه, والتمهيد لنهضته لإنقاذ الإنسانية من هيمنة أهل الباطل, وسطوة الظلم والظالمين, كون الشعائر الحسينية ليس فقط وسيلة لتحقيق موارد الحق, وإنما اعتبارها هوية بارزة لأهل الانتظار.
وعليه فأن قضية الإمام الحسين"ع"؛ وثورته لإصلاح الأمة لم تكتمل في تحقيق كل أهدافها, وإنما الإرادة الإلهية جعلت التحقيق والانتصار لا يكتمل إلا على يد الإمام المنتظر, وهكذا تعد الشعائر الحسينية هوية للمنتظرين لنصرة صاحب الأمر"عج", وتحقيق لأهداف الثورة الحسينية.
alsamawacom@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha