مرتضى آل مكي
من اهم مباني قيام ثورة الطف الصلاة، لذلك أخذ وقت الصلاة من وقت الثورة الكثير، ليلة العاشر من المحرم والدوي الذي حصل للمجاهدين دليل الحرص الحسيني للصلاة، فكانت الصلاة من مرتكزات ثورة الحسين، ولا تختلف عن اصلاح الامة الذي نهض الحسين –ع-من أجله.
هنالك شواهد كثيرة أراد سيد الشهداء ان يقنن لنا فريضة الصلاة من خلالها، أولها ليلة العاشر وكيف هو أصحابه وعياله محاصرين، اعطى للصلاة اهتمام واسع، وكذلك يوم العاشر والمعركة يشتد وطيسها، طلب مهلة من أعداءه لإتمام الصلاة!.
استمر الحرص على الصلاة لتصل لنا عظمتها وان لا نتوانى في صلواتنا، فبعد يومٍ مفجع لآل البيت، رجال صرعى وأنصار مجزرين وأطفال يتامى، يدخل زين العابدين –ع-على عمته، فيجدها تصلي صلاة الليل جلوساً، يفاجئ –ع-! أتصلين من جلوس؟ قالت: يا ابن اخي ثقل المصيبة أفقدني قواي! أي اهتمام اولاه اؤلائك الاتقياء لفريضة الصلاة؟
تجدر الإشارة هنا ان الصلاة هي النصر الأول في ثورة الطف، لذلك يقول الامام السجاد –ع-لعبيد الله بن زياد: "اذن وأقم تعرف لمن الغلبة يبن مرجانة"، كانت الصلاة اول انتصارات معركة الطف، حيث مجاهدي الطف لا زالوا على رمضاء كربلاء وبانت انتصاراتهم، مصداقاً لقول امامنا زين العابدين.
لكن لابد ان يتكرس هذا المفهوم في كل اعمالنا وتعاملاتنا، والا لماذا نتبع الحسين –ع-، فالأحرى ان تتوقف كل الاعمال عندما ينادي داعي الله، كما أوقف امامنا حربه وقت الفريضة! ولابد ان تقف كل شعائرنا امام نداء السماء والتوجه له سبحانه.
كذلك هو نداء حسيني باسم السماء، لكل شبابنا، ان الصلاة "عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها" فلا خير في كل تصرفاتنا إذا ما نزكيها بالصلاة، كذلك لا خير في صلاة لم تنهَ صاحبها عن منكر ولم تأمره بمعروف.
خلاصة القول: لنستثمر حديث الطف ففيه دروس جما، إذا ما سرنا على نهجها حتما سنكون في المقدمة.
https://telegram.me/buratha