المقالات

تحرير الموصل يرسم مستقبل العراق||شهاب آل جنيح

1511 2016-10-18

شهاب آل جنيح

الموصل التي أسرتها عصابات الإرهاب والبغاء، قبل سنتين ونصف؛ بعد أن خانها ولاتها، وهرب قادة جيشها، فدخلها الغرباء؛ ليدمروا كل أثر لعراقيتها ووطنيتها، وليبثوا فيها سنن التخلف والهمجية، فكان يوم سقوطها بيد هذه العصابات، يوم نكسة للعراقيين جميعاً.

بدأت عصابات "داعش" تمددها من الموصل، بعد دعم إعلامي عربي وطائفي؛ يسعى لزرع الفتنة بين العراقيين، ويوهمهم بأن هذه العصابات ماهي إلا حركات ثورية، من أبناء مدنكم، لتخلصكم من "الاحتلال الرافضي" انطلت هذه الخديعة على كثير من العراقيين السنة، وكذلك على بعض من العرب؛ فساندوها ودعموها، حتى بان زيف هدفهم، وكذب زعمهم.

تمدد "داعش" استمر بشكل سريع ومريب، فقد غطى ثلث أراضي البلاد خلال أيام معدودة، حتى صارت بغداد في مرمى نيرانهم، وبذلك أطلقت المرجعية في النجف الأشرف، فتوى الجهاد الكفائي، ليبدأ العد التنازلي لنهاية هذه العصابات، رغم كل الدعم والتمويل الذي حظيت به.

الحشد الشعبي الذي تأسس تلبية لفتوى الجهاد الكفائي، كان دوره مفصلياً، في كل انتصارات العراقيين على الإرهاب وداعميه، فقد كان تشكيله صدمة لكل أعداء العراق، فبسببه حطمت كل آمال وأحلام الداعمين للإرهاب، كالسعودية وقطر وتركيا ومن صف صفهم، لذلك لم يجدوا تهمة لتشويه سمعته، سوى إلصاق التهمة الطائفية به!

أثبتت دماء العراقيين من أبناء الحشد، والقوات المسلحة، وطنيتها وعراقيتها، حين أعادت للوطن حدوده بدمائها، ورسمت المستقبل بتضحيتها، وفي قبال ذلك، فضح أمر المتواطئين والخائنين، الذين باعوا كرامتهم، لدول ومنظمات طائفية، لاتريد للعراق سوى الدمار والخراب.

انتصارات العراقيون اليوم، في الموصل هي بداية لنهاية "داعش"، وخيبة لكل الدول التي راهنت على عدم قدرة العراق، في الحفاظ على وحدة أراضيه وشعبه، فالهزيمة هزيمتين، الأولى طرد الإرهاب ومن يقف خلفه، والثانية هزيمة أفكارهم، ومشاريعهم الطائفية في العراق الجديد.

أرادوا للموصل أن تكون سكينٌ في خاصرة الدولة العراقية، وعملوا على جعل "داعش" ورقة ضغط، أمام المجتمع الدولي، فقاموا بدعمها مادياً وإعلاميا؛ً بحجة سنة العراق والدفاع عنهم، لكن أبى العراقيون، إلا أن يطردوا عصابات الإرهاب من أرضهم، ويقفوا متوحدين في وجه أجندات أرادت للوطن شرا، بل عملت على تقسيم البلاد، بحجة عدم قدرة الحكومة على السيطرة على أراضيها.

تحرير الموصل يرسم مستقبل العراق، ويثبت للعالم أن هذا الشعب لم ولن ينحني، أمام مجموعات من المتخلفين الهمجيين، فتأريخه يمتد لآلاف السنين، ولن يرضى أن يكون تحت وصاية، تركية أو أمريكية أو سعودية، بل يبقي كما هو، العراق، الذي سيأخذ دوره في المنطقة والعالم، ويقول كلمته في كل أزمة إقليمية، وأولها الأزمة السورية، فنهاية تنظيم "داعش" في العراق، تعني بداية نهايته في سورية.

 

shehab2z1991@gmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك