المقالات

الجهاد الكفائي، وتاريخ يكتب || محمد الشذر

1314 2016-10-22

محمد الشذر السيستاني، رجل كبير السن، لا يقوى على حمل طفل صغير، يعيش في احدى دهاليز النجف، لم يقف على اعتاب سلطان، لا يملك بيتا، غير 70 مترا يسكنها، مؤجرة من سيد امين جواد شبر مالك البيت.
تدخل السيستاني في كثير من نقاط الفصل، ليكون خياره القاطع، في مرحلة التاريخ العراقي، ليكون الشخصية الاولى في العراق، والتي يحسب حسابها، حتى باتت تدرس قراراته، اذ تؤثر على القرار العراقي، والامريكي في العراق.
سقوط كبريات مدن العراق وفي وقت حرج جدا، اذ لم يشافى العراق من جراحه بعد، وخروقات الارهاب الداخلية التي تنهشة، وركاكة القوى الامنية، والترسانة العسكرية، والانشقاقات الداخلية، ادخل المواطن العراقي في رعب تام، بأن المناطق الاخرى ستسقط بيد التنظيم الارهابي، او ان العراق سيقسم لا محال، الى شمال كردي، وغرب وشمال غربي وجزء من الوسط سلفي متعصب، و ووسط وجنوب شيعي.
التخبط السياسي لم يكد يهدأ، والحرب الاعلامية بين السياسيين في اوجها، فكل اتخذ المناطق التي انهارت بيد التنظيم اللااسلامي، ذريعة لاسقاط خصمه، ليتصيد بالماء العكر، وليكون هو البطل القومي الذي سيعيد للبلد مهابته؛ في ما لو آلت اليه مقاليد الحكم، وما هي الا ابواق اعلامية ليس لها الا مئارب شخصية وفئوية.
وسط هذا الضياع السياسي، فؤجئ الجميع ومن على منبر الجمعة، من كربلاء الحسين"ع" بأن القرار الحكيم، والفيصل هو هناك في النجف الاشرف، ليعلن عن فتوى الجهاد الكفائي، لتكون فتوى تاريخية، ثورية، لاعادة المناطق المغتصبة الى ارض الوطن، وبعقيدة الشهادة الدينية، من المرجع الاعلى للطائفة الشيعية في العالم.
انطلق سيل المتطوعين، من كل حدب وصوب، لتلبية النداء الديني والعقائدي، ليسطر اروع الملاحم في التضحية والفداء، تاركين خلفهم محبيهم، فالشباب بعمر الورود، وفتيان، وشيب، روو هذه الارض بدمائهم، والنجف هو القائد لكل مرحلة حرجة، لتكون كلمة من هناك كفيلة بقلب مجريات الامور.
الحشد الشعبي، والجيش الذي كان منكسرا قبل فتوى الجهاد الكفائي، راحوا يحررون المناطق تلو الاخرى، رغم خساسة التنظيم الداعشي في الاساليب القتالية القذرة، والمساندة الامريكية الوقحة والتي تضرب طائراته الجيش والحشد، تحت ذرائع الخطأ على ارض المعركة، لم تثنهم عن عزيمتهم، وها هم يقدمون التضحيات، لتعود اراضي الوطن سريعا، بعد حضن الاغتصاب.
اثرت هذه الانتصارات على المستوى الاقليمي، لتقلب المعادلة، فالدول المتنازعة العظمى، بعضها يريد ابقاء داعش من اجل الهيمنة، واقصاء خصومه، وتنفيذ مأربه، كما تفعل امريكا وحلفائها، واخراها يريد التدخل ليقضي عليها ليبني لنفسه قواعد قوى في المنطقة، تمكنه من مجابهة خصمه، كما تفعل روسيا وحلفائها.
الموصل تعاد، والفيصل هناك على ارض النجف، ليزدحم التاريخ بقرارتها النافذة البصيرة، فمن الانتخابات، والدستور، وديمقراطية الاقتراع، والسلم الاجتماعي، واطفاء حرب النجف، الى الموصل، حكاية لو توغلنا بتفاصيلها، لتاه الحبر عن ورقه فيما يروي وعجز، وسنرتقب ما بعد داعش، لننتظر القرار من هناك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك