المقالات

عن الموصل؛ رسالة من أبن شهيد الى الشهيد البخاتي..||وليد كريم الناصري

3254 2016-10-22

وليد كريم الناصري

كم يفوتني أن أذكر ليلة زفافي، وجميعهم كان يهلل ويصفق فرحاً، إلا والدتي كانت أشدهم فرحاً، وأكثرهم حزناً!، المنظر الذي لم أنصفه وقتها ولمتها مع جوارحي، أراها قد أنزوت في حجرتها، تبكي بكاء قد حَر كل قلب سمعه، ما كنت لأعكر صفو فرح الباقين، وأسالها عن بكاؤها، إنتظرتها حتى تهدأ ويسكن روعها، إنقضت الساعات ليلتها، وخجلت أن أسألها ونسيت الحادثة من حينها.

اليوم وبعد إن بدأت بشائر النصر تزف من مناطق الموصل، قرية تلو القرية، ومع كل إطلاقة وخطوة لجندي أو مقاتل أو مجاهد، تتزين المدينة الحدباء لليلة عرس جديد، ستزف بعد ليال قليلة الى العراق مجدداً، بعد إن أغتصبها شذاذ الأفاق وعصابات الإجرام، منذ ما يقارب الثلاث سنوات، ثمناً لولاية ثالثة لم يؤكل ريعها، أيقنت حينها أن سبب بكاء أمي كان مشروعاً، لدرجة أنه لم يكن بإرادتها، الأب الذي عانى معها ما عانى من الصعاب، كان حلمه الوحيد أن يكون موجوداً مع المحتفلين تلك الليلة.

أراقب التلفاز بحذر، وعيناي تتهلل فرحاً برجوع الموصل عراقية، لكن قلبي يعتصره الألم! حزنا على أشخاص كم نتمنى أن يكونوا هم من يزفون ذلك النصر لنا مع إخوانهم المجاهدين، صور ذكريات هولاء المجاهدين بدأت تجول وتصول بمخيلتي، وهم يحررون (أمرلي وتكريت والفلوجة والرمادي وباقي المدن)، إلا الموصل!سبقتهم رصاصات الشهادة، الى أن تغتال حلمهم وفرحهم بتحرير أخر شبر من وطنهم، مع المجاهدين.

 الأعجب والأغرب من هذا كله، وبعد ذاك الجهاد المدوي في ساحات الوغى، وميادين الحرب، يأتي غيرهم ليتقمص أدوارهم! وكأنه هو صاحب الفتوى وهو عاملها وصاحب النصر! في الوقت الذي لولاه لما تكلفنا ثمن الموت في شبابنا، ثلاث سنوات أقتطع فيها الألاف الرياحين من بساتين وحدائق أبنائنا، ليدفنوا تحت رمال الموت، بسبب طمع وخبث تلك الفئة الضآلة من مُهَوَسي ومجانين الولاية الثالثة.

كم هو مُرا طعم النصر؟ وهو يخلوا من الشهيد( صالح البخاتي)، تلك الشعلة التي أضاءت دروب ودهاليز (سامراء وتكريت والرمادي والفلوجة)، لتختطف النصر من الدواعش، بأزيز الرصاص والثبات والإيمان، وكم يحرقني لهيب النصر؟ وأنا اتذكر الشهيد (أبو وهب - كريم الجابري)، الذي ترك الدنيا وملذات القاعات والمكاتب الفارهة، ليلتحق بركب المتطوعين، يلتحف السماء ويفترش الصحراء والتراب، ينهش جسده الصابر حتى أستشهد.

الموصل يرجعها دم الشهيد الثائر "صالح البخاتي"، ولا يرجعها "الإعلام الخبيث" وشبكة الإعلام البعثية، الموصل يرجعها دم الشهيد"كريم الجابري" وليس لعاب فم "النواب" وهم يطلقون تصريحاتهم الفجة عن حرصهم على وحدة العراق، الموصل ترجعها دماء الأجساد المتناثرة، برصاص ومفخخات الإرهاب في قاطع الصد والمواجهة، وليس الأجساد التي أترفها الفساد، وباعدت بين أطرافها التخمة، وملأت جيوبها أموال البلد المنهوبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك