المقالات

نينوى بين التحرير وتقرير المصير||شهاب آل جنيح

1382 2016-10-22

شهاب آل جنيح سنتين من الخراب والدمار، لمدينة الموصل، التي احتلتها عصابات "داعش" فأجرمت بحق كل من يخالفها، في الدين أو المعتقد، أو الفكر، أو المذهب، فهجرت وقتلت الأيزيديين والمسيحيين والشبك، والكرد والشيعة وغيرهم،  حتى صارت أم الربيعين، ضيعة قابعة تحت وطأة العصابات الهمجية، بعد أن كانت مثالاً للتعايش، بين مختلف أطياف الشعب العراقي، من المسلمين والمسيحيين، والكرد والعرب، والشيعة والسنة، والأيزيديين والشبك والسريان، والآشوريين والتركمان وغيرهم.
"الدولة الإسلامية" لم تأتِ من فراغ، أو بدون أي ممهدات لتواجدها، بل على العكس، إذ أن التوتر الطائفي، وما يسمى بالربيع العربي، وانقسام منطقة الشرق الأوسط، مابين المحورين الروسي والأميركي، جعل من العراق وسورية، أرض خصبة "لداعش"، خاصة عندما نراجع بداية ظهورها -داعش- حيث تم دعمها، إعلامياً ومادياً، من قبل السعودية وقطر وتركيا، ودولٌ أخرى.
منصات الفتنة، نصرة أهل السنة، الجيش الصفوي، ثوار العشائر، قادمون يا بغداد، كل هذه الفعاليات والشعارات، مهدت لنشأت عصابات"داعش"، إضافةً للدعم العسكري والمالي للمعارضة السورية المسلحة،  من قبل السعودية وقطر وتركيا، والدعم الإعلامي، الذي قام بالتغطية على إرهاب هذه العصابات، وسوّق إجرامها على إنه مقاومة، من قبل المعارضين في سورية، وثوار العشائر في العراق.
تنظيم "داعش" كان يراد له، أن يكون معولاً، لهدم الدولتين العراقية والسورية، بالتالي القضاء على دور الدولتين في المنطقة من جانب، وإضعاف للمحور الروسي الإيراني من جانب آخر، في قبّال قوة المحور الأمريكي الخليجي التركي.
دخلت "داعش" الأراضي العراقية، وقتلت وهجرت وشردت الآلاف من العراقيين، وارتكبت مئات المجازر بحقهم، لكن بدأت نهايتها في العراق، مع إعلان فتوى المرجعية في النجف، فمنذ تلك اللحظة، والقوات المسلحة والمتطوعين العراقيين، يلقنون الإرهاب الهزيمة تلو الأخرى، كما حصل في حزام بغداد، جرف النصر، سامراء، تكريت، ديالى، آمرلي، بيجي، الرمادي، الفلوجة، الشرقاط، وغيرها من المدن، واليوم المعركة الأخيرة هي معركة تحرير الموصل.
الموقف الدولي إزاء القضاء على "الدولة الإسلامية"، كان متردداً في بدايته، لكن العمليات الإرهابية التي تبنتها "داعش"، كان لها أثراً بالغ، في التوجه الدولي للقضاء عليها، تلك العمليات التي ضربت قلب أوروبا، أي الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس، والتي هددت العالم بأسره، وكشفت أهداف الإرهاب التي تستهدف كل دول العالم.
بعد القرار الداخلي العراقي، بالقضاء على "داعش" -أيّ فتوى الجهاد الكفائي- والقرار الدولي بعد الهجمات الإرهابية في مختلف دول العالم، ونهاية ولاية الرئيس الأمريكي اوباما، الذي يريد أن يغادر البيت الأبيض بانتصار لحكومته وحزبه، فان ورقة "داعش" احترقت، والقضاء عليها باتَ مسألة وقت لا أكثر.
معركة الموصل الأهم ستكون بعد تحريرها، فاردوغان بتصريحاته هذه، يريد موطئ قدم لتركيا في العراق، والكرد كذلك يشاركون بقوة ليضمنوا سيطرتهم على جزء من المحافظة، فهم يطالبون بتقسيمها لعدة محافظات، ليضموا بعضها لإقليمهم، واثيل النجيفي يريدها إقليم مستقلاً، ذو نفوذ تركي وسعودي، أما الحكومة العراقية وأغلب سكان المدينة فأنهم متمسكون بعراقيتها، وضرورة بقائها كما كانت في السابق، كمحافظة مستقلة تحت ظل الدولة العراقية، وبين هذه الرؤى المختلفة ستحدد الأيام القادمة، مصير ثاني أكبر محافظة عراقية.
shehab2z1991@gmail.co
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك