كثيرة هي الشواهد في التاريخ التي كان فيها المال السياسي هو الفيصل والمحور, في تغير موازين القوى, ولعل معركة كربلاء خير شاهد ودليل, الكوفة عاصمة الخلافة الأسلامية, ومنطلق دولة العدل الألهي, فبعد أستشهاد قائدها, أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب عاشت تلك التجربة.
ثمانون الف رسالة اويزيد, من علية القوم, الى سبط الرسول الأعظم الإمام الحسين عليه السلام, تطالبه بالقدوم الى عاصمة أبيه, لأن ايتام علي قد كبروا, وفقرائهُ لازالوا على قيد الحياة, وسادة القوم أحياء يرزقون, هم من عاش تلك التجربة الفريدة من نوعها, في المساوة والعدل, في دولة كان ميزانها أنه لافرق بين عربي وأجنبي الا بالتقوى, تجربة مفاده أن الدين الأسلامي هو دين التنوع والأنفتاح, لافرق فيه بين العروق والطوائف, الابما يقدم من خدمة لبلده.
أرسل الحسين عليه السلام, ثقته, وأبن عمه مسلم أبن عقيل ليستطلع الأوضاع, عن قرب ويرى حقيقية تلك العواطف الجياشة على أرض الواقع, والتي تلخصت بكلمات تدخل القلب والوجدان, أن أقدم علينا يابن رسول الله, والكل تهتف بصوت مدوي, لابيعة للمنحرفين والسراق في أعناقنا.
في خضم تلك الأجواء الملتهبة, ومع قدوم الليل المظلم, وفي حركة خبيثة من أبن زياد, كان الذهب والفضة هو من يتكلم, فقد عقدت صفقة الغدر والخيانة بشراء ذمم بعض سادات القوم وفرسانهم, المال السياسي هو من قال كلمة في تلك الليلة فتبدلت المواقف, وأختفى الأنصاروحتى الذين لم يتسلموا المال القذر تم تصفيتهم وزجهم في السجون.
المال الذي تسبب في سفك دم الإمام الحسين عليه السلام, وثبت عروش الطغاة لفترة من الزمن, عاد ليستخدم مرة أخرى في تثبيت الفاسدين والسراق والمنحرفين في سدة الحكم, فمع كل أنتخابات تجري في البلاد, تدعوا المرجعية الى الى تغير الوجه التي لم تجلب الخير للبلاد والعباد, نجد أن المال السحت والمسروق من قوت الفقراء, هو من يغير المعادلات, في شراء الذمم والنفوس المريضة, نفس المال الذي الذي تسبب في أراقة دماء أهل البيت يستخدم اليوم في قتل أحفادهم وأبنائهم, ولكن بطريقة ديمقراطية
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha