محمددهلوز
يبدو ان الماكينات الإعلامية المرافقة لحرب الموصل، تجعل المرء يخيل له؛ انها ضد هولاكو التتري او المقدوني الإغريقي، حيث تأهبت كل الأطراف المعنية في الشأن العراقي، بعتادها وعدّتها وتصريحاتها.
التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ومستشاريها الخمسة آلاف وطائراتها واستخباراتها العسكرية الإرشادية، والجيش العراقي بكل فصائله واجهزته الأمنية، ومسنود بالحشد الشعبي وقوات البيشمركة وأفراد العشائر، وشهية عثمانية مفتوحة من الأتراك للدخول الى معترك الموصل وتحقيق موطيء قدم؛ لغايات معروفة سلفاً.
هذه الحرب، هي رد اعتبار لدولة اسمها العراق، عانت ما عانت خلال الفترة السابقة، والآن جاءت الفرصة وحان الوقت؛ ليعود ذاك الطود الشامخ قوياً نافذاً مؤثراً؛ بوحدته وقوته العسكرية وصلابة موقفه، ودماء رجالاته الزكية التي روتْ الاراضي التي حررها من دنس داعش وأُمراء الحروب.
يتبادر الى الذهن، سؤال ، هل ان داعش الذي احتل مناطق واسعة؛ وسط انسحاب لقطعات الجيش والشرطة الاتحادية ؛ نتيجة إرادات سياسية لَمْ تعي ماذا سيحدث وليس لها رؤية استشرافية، اصبح ليس كما هو الان ؛ على إثرها ظلتْ وجوه القوات الأمنية والجيش العراقي، ساكنة عابسة ، تتوجع ألَمْ بعد ألَمْ عن كل ما جرى من تلك الأحداث؛ وظلت موجعة حتى تحقيق انتصارات على ذاك التنظيم الضال، وحققها في بيجي وتكريت والانبار وقبلها في ديالى والرمادي وآخرها الفلوجة والشرقاط وبمعونة وفضل سواعد الحشد الشعبي.
لا اعتقد ان قوة داعش هي نفسها، فهو يدير اكثر من معركة مرهقة ومكلفة في وقت واحد، في العراق وسوريا وسيناء وليبيا؛ وما الموصل الا نهايته المحتومة وسيعلن اكبر هزيمة حسيّة ومعنوية له منذ ظهوره.
الامر الوحيد المقلق ؛ هو ما بعد تحرير الموصل، وما هي تداعياته على الوضع الداخلي والاقليمي؛ فكل من يشارك اليوم بتحرير الموصل لديه اجندات ومآرب خاصة، عدا من رفعوا شعار الوحدة وفي مقدمتهم ابطال الجهاد الكفائي وصانعي الملاحم والبطولات.
فاوباما يريدها نصراً يعزز به حظوظ هيلاري كلينتون في الانتخابات من جهة ؛ وينهي رحلته في البيت الأبيض بتحية خروج ، بعد إخفاقات وتلكؤات شابت مواقفه الباردة تجاه كل القضايا التي تهم الشرق الأوسط.
اما العبادي، بشخصيته الهادئة، واتباعه لسياسة القوة الناعمة، ومقبوليته لدى اغلب الكتل السياسية ؛ لعدم شروعه بالصدمات والتصريحات الإعلامية المتشنجة والمتشددة ؛ فهو يريدها ان تكون نهاية مسلسل دام وبداية عصر جديد ؛ سيسجل له التاريخ ان في عهده تم تحرير كل الاراضي المحتلة من داعش.
والأكراد،يشعرون انهم يدافعون عن حدود إقليمهم ودولتهم التي يحلمون بها، فبالإضافة الى سياساتهم التوسعية بقضم عدة مناطق ووحدات ادارية من نينوى ، وبحث عن قوة وتأثير ونفوذ في المنطقة ؛ كي يكون لهم صولة وكلمة في مستقبل الشرق الأوسط الجديد المنتظر!!
ولا نستطيع الابتعاد عن تركيا، حيث لا زال الحكم العثماني يقترب من مخيلة الأتراك الجدد الاخوانيون! فهم يريدونها حرباً للتوازن المفروضة بعقليتهم او حتى خلقها وتكوينها ؛ بالتعاون مع سياسة أميركا في التقسيم والتجزئة، ولا يستبعد من احلامهم في استعادة الموصل؛ ولكنها ستكون لهم اضغاث احلام!
في ظل هذا الاضطراب الجو-سياسي، الذي يتوجب تنقية الذاكرة في الرواسب التاريخية الاليمة وضرورة تجاوزها؛ تبرز
فصائل الحشد الشعبي المقدس؛ فهم عنوان فخرنا وعزتنا وكرامتنا ، واجندتهم واضحة وهي وحدة العراق ومنعه من التقسيم والتجزئة، وهو شعارهم الاول والأخير.
حفظ الباري ، عراقنا الحبيب وجيشنا وحشدنا المقدس ؛ وقادمون يانينوى!!
https://telegram.me/buratha