المقالات

للعراقيين فقط.. فرصة سنوية للعودة إلى الصواب


زيد شحاثة

 يحتاج الإنسان, في مرحلة ما من حياته, أن يراجع ما  مر به, ويعيد رسم طريقه في الحياة, تصويبا وتقويما, للمرحلة السابقة, وما فيها من نتائج, بناء على ما أتخذه من قرارات.

يغفل الغالبية عن هذه المراجعة, رغم أهميتها, للحماية من الإيغال في الخطأ, لانشغاله بدوامة الحياة ومسؤولياتها, أو لتمتعه بما لديه من خيرات, أو لأسباب تتعلق بالوعي الذاتي للشخص.

تحصل تلك المراجعة أحيانا, نتيجة لصدمة وظرف, او مشكلة وحدث كبير, يتعرض له الإنسان.. لكن أهم ما نحصل عليه, من تلك المراجعة, هو بداية جديدة..  تتيح لنا الإنتفاع والتمتع بما بقي من أعمارنا, في تحقيق أهدافنا الحقيقية, التي أوجدنا الخالق لأجلها في الحياة.

قد يوفق بعضنا, فينال فرصة المراجعة, والأخر لا يوفق لتقصيره, فتمر عليه الفرصة وتفوته, وهو غافل عنها.. إلا نحن العراقيون, ففرصتنا مستمرة سنويا, هل تعرفون ذلك؟!

من وفق للوقوف والإطلاع, على زيارة أربعينية الأمام الحسين, عليه وأله أفضل الصلوات, ولو من باب المشاهدة والإطلاع, للاحظ تغيرا كبيرا, في المزاج العام, وتحسنا في التعامل, وظهور أغلب الصفات الحميدة التي يفترض بالإنسان حملها, وتنحي الصفات السيئة, وربما إختفاءها, ويستمر هذا الأثر, لما بعد إنتهاء مراسيم الزيارة, ولو لمدة معنية.. فهل هذا ناتج من الزيارة فقط؟, وان تلك الطباع الحميدة, ظاهرية فقط؟ أم أنها موجودة وتحتاج لمن يظهرها وينميها؟

صعب ان يتصرف إنسان, بعكس طباعه الحقيقية, وإن نجح في ذلك, فلفترة قصيرة جدا, وبعدها تنكشف شخصيته الحقيقية.. وهذا يعني من دون شك, أن كثيرا ممن يخدم ويشارك, في التظاهرة الحسينية خلال الأربعينية, يملك في مكامن نفسه, بذور الخير, والصفات الحميدة, وهو يحتاج إلى فرصة, وعوامل مساعدة ليظهرها فقط.

كثير ممن يتهم, الحوزة الدينية, والمؤسسات المهتمة بالشأن المجتمعي, بالتقصير في إصلاح المجتمع, وهو إتهام غير موضوعي, لأن موضوع إصلاح مجتمع, ليس مسؤولية جهة بعينها, وإنما هو مسؤولية تضامنية, ولكل دور فيها, واهمها دور الفرد نفسه.. فلا يمكن إصلاح, من لا يريد إصلاح نفسه.

دورنا نحن العراقيون, يختلف عن بقية الأمم والقوميات, المشاركة في الزيارة, لأننا أكثر تماسا وإنغماسا بالحدث, بل المسؤولون عنه, حتى ما بعد نهايته.. هذه المسؤولية, التي تنوء بها حكومة دولة لجسامتها, ينفذها أفراد بجهدهم الذاتي, وبشكل منظم دون اتفاق, ومرتب دون تخطيط, وتغطية دون تمويل مركزي, هي فرصة.. فرصة حقيقية لنا, لنراجع أنفسنا, ونقوم حياتنا.

 

زيارة الأربعين, فرصة  حقيقية, متكررة سنويا, لنعرف أين نحن الأن, وإلى أين نتجه بحياتنا القادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك