الأحداث الدامية التي إختلط الدم بها, واشتركت أجزاء الجثامين مع البعض, لا يمكن الفصل بينهما, تزيدنا إصرارا وعزيمة, وثبات موقفنا, من قادتنا ومراجعنا الكرام, يتضح من وهج النيران, التي أوقدها العدو في أكبادنا وأجساد إخواننا, إن مصيرنا واحد وطريقنا واحد, ونحن شعب واحد لا نتجزأ وعدونا مشترك.
إنتصارات نينوى, تثبت أن عدونا مشترك, بات يلتفظ أنفاسه الأخيرة, من الخناق الذي طوقه به أبطالنا, في ساحات القتال, ودك أوكاره بحمم حقده, وأفكاره, التي تجردت من كل معاني الإنسانية, وما حصل ليس غريب علينا, بل هو إمتداد لحقدهم, الذي يمتد لعصور ماضية, حينما أفجعونا, بمصاب إبن بنت الرسول, سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين (عليه السلام), و أخيه أبو الفضل العباس (عليه السلام ), وما حل بآل البيت, عندما الأعداء تجلدت قلوبهم, ليكونوا كوحوش بلا رحمة .
شاء الباري لينقلب الرأي على يزيد, وتعلو مكانة الشهداء, ويبقى إمامنا الحسين (عليه السلام ), مدرسة نستمد منها الدروس, والعبر والصبر, الذي لا مثيل له على مصاب جلل, تتجدد ذكراه, التي لا تفارق القلوب, و تتناقلها الأجيال, فتتوحد لثبات الدين الإسلامي .
حشودنا أثبتت للعالم إننا أصحاب مبدأ ورسالة, لها جذور عميقة وأصالة, تمتد وتتغذى من الرسالة المحمدية, ومبادئ الدين الإسلامي, العقائدية والفكرية للسلف الطاهر لآل بيت الرسول (عليهم الصلاة والسلام), إن سيرتهم الطاهرة ومسيرتهم الجهادية, التي تتجدد على مر العصور, وكربلاء الحسين مدرسة الفكر والعقيدة, وما تحمل من فكر وعبر تفوق قابلية العقل البشري وتصوره, دليل للجميع إننا نمتلك عقيدة وقاعدة بشرية, تضحي وتدافع عنها بكل ما تملك من غالي ونفيس, عندما يتداركنا الخطر ويصدر النداء من رأس الهرم, ننتفض بما نملك من قوة وإرادة, تفتقر لها كثيرا من شعوب الدول في العالم, حاولت أمريكا والإستعمار وأذنابهم من دول الجوار, تجريدنا منها لكن إرادة الباري جعلتها تتجدد طاقاتها, وتزداد تماسك وصلابة .
دعوتنا لوحدة العراق, وشعبه بجميع مكوناته و أطيافه وأقلياته, التي تشترك بالعيش, وتواجه مصيرا واحد, أمام عدو هزيل, مجرد من كل معاني الرحمة, يرتوي من الدماء التي تتجدد, ويتجدد معها صبرنا وتماسكنا, ووحدة الصف, والعيش المشترك, لبناء دولة عصرية حديثة, وفق اسس وبرنامج إسلامي حضاري, يتماشى مع متطلبات العصر الحديث .
حاجتنا لإخماد نار الفتن, ونبذ الخلافات, بالكلمة والحوار واللقاءات المتكررة, التي تهدف للتسامح بقلوب صافية طاهرة, هدفها السلم والسلام, تحت راية دين الإسلام, وصبرنا سلاحنا, للنصر على الحرب النفسية, التي يشنها أعدائنا, بكل ما يستطيعون من قوة, وما لهم من إعدادات لها, أوهمتهم افكارهم ينتصرون علينا, فتلاشت آمالهم وحققنا التفوق, كما حققه الجهاد الكفائي, من الناحية المعنوية, وفي ساحات الوغى, التي تشهد له الملاحم, والبطولات وتحرير الأرض من دنس الأنجاس .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha