المقالات

أين استحقاقات الوحدة الوطنية؟!

1816 23:14:00 2006-06-15

( بقلم سلام السراي )

قد يتصور البعض أن قضية الزرقاوي وهلاكه أشبعت بالبحث والدراسة وتناولتها وسائل الإعلام بشكل مستفيض ولا داعي للخوض في غمارها، فالواجب علينا النظر الى المستقبل واستشرافه والتكثيف من الجهود التي تصب في ترسيخ الوحدة الوطنية، إلا ان الواقع يرى غير ذلك فهو بدا- أي الواقع- ينشد قول الشاعر:لا يغرنَّك ما ترى من وجوه           أن تحت الضلوع داءً دويا

ان موضوعة الزرقاوي لم تحسم بعد، والدليل على ذلك هو ما كشفته وسائل الإعلام عن وجود وثائق وأقراص وكتيبات وعلاقات عامة وجدت في الأنقاض التي خلفتها الغارة الجوية على منطقة(هبهب) وهذه الوثائق تثبت تورط بعض الشخصيات السياسية التي كانت تنكر وجود شخصية للزرقاوي.

والغريب في الأمر أن أحد القيادات في الاحزاب السياسية الحاكمة قد سُئل ومن قناة(الحرة) في برنامج(أحد الأسئلة) حول.. هل ان مقتل الزرقاوي سينهي حالة العنف في العراق؟ فأجاب القيادي!! " كلا، ليس كذلك لأن الزرقاوي ما كان يشكل من حالة العنف في العراق إلا عُشر ما تقوم به المليشيات!!"

يا سيدي القيادي الكريم!! نحن بدورنا نسألك.. هل أن المليشيات هي التي كفَّرت الشيعة او اعتبرت أهل السنة(متمردين) والكورد(خونة)؟.. وهل المليشيات هي التي تبنت مقتل العراقيين في كربلاء والنجف والحلة وسامراء والموصل والمسيب ومدينة الصدر وحتى الرمادي؟! وهل المليشيات هددت الاخوة السنة من الدخول في صياغة كتابة الدستور والمشاركة في الانتخابات الاخيرة؟.. فلنقلها بصراحة وبكل جرأة إذا كان بعض السياسيين يتمسكون بـ(التقية) في عدم البوح بموقفهم من هلاك الزرقاوي فلماذا يعاب على اتباع مذهب أهل البيت(ع) الأخذ بهذا المبدأ في بعض الظروف؟!.

ان مثل هكذا تصريحات تصب في تمزيق الوحدة الوطنية لا ترسيخها وتوطيدها في المجتمع العراقي، وفي هكذا ظروف، فضلاً عن أنها تلقي بظلال الاتهام على الذين بدأوا يتهمون الآخرين بتأزيم الوضع الأمني بعدما كان الخوف يلاحقهم في إصدار أي موقف حول مقتل الزرقاوي. قبل أسابيع أُفرج عن مجموعات كبيرة من المعتقلين الذين لم تثبت إدانتهم وذلك بأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي، فإذا كان هذا الموقف يصب في التسامح والتمهيد للحوار الوطني لماذا لا يبادر بعض القادة السياسيين في السير باتجاه هذا المبدأ الوطني؟.

ان ما يجري الآن من حوارات ولقاءات سياسية للتمهيد لعقد مؤتمر الوفاق الوطني الذي أُجل الى مطلع آب المقبل لا تخدمه مثل هذه التصريحات، وإذا كانت كل الأطراف السياسية قد دخلت في الحكومة الجديدة فما الداعي الى إطلاق بالونات إعلامية من هنا وهناك لا ندري في أية محطة ستهبط، وبالنتيجة أين ستذهب استحقاقات الوحدة الوطنية في مثل هكذا ظروف يصعب فيها تطبيق كل ما يقوله السياسيون للشعب وهو ما يزال ينزف الدماء ليلاً نهاراً؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك