في الدول الديموقراطية; تؤول وظيفة إعلام الجمهور، وتكوين الرأي العام إلى الصحافة بصفة رئيسية، وهي من خلال عملها، تقوم أيضا بالنشاط النقدي والرقابة العامة، تلك الوظائف تختلف في مدى حيادها ومصداقيتها بحيث تنفع الجمهور، والعلم التخصصي الذي يهتم بدراسة تاريخ وفاعلية الإعلام يسمى "علم الإعلام".
للإعلام تأثير كبير على أفراد المجتمع، فهو مصدر المعرفة، وهو الوسيلة الأهم في طريقنا لإحداث أي تغيير يذكر في المجتمع والبيئة، ومهم لنشر الثقافة بين الناس، وترسيخ مبادئ الحضارة ومكوناتها، وبالطبع لا يخفى علينا الدور الكبير والمهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في السياسة، ودورها الكبير في خلق التحالفات وكل ما يتعلق بالسياسة نفسها، فالإعلام قادر على إعطاء أي شخصية ما، أهمية وقيمة وطنية وقومية بين أفراد المجتمع، وهو قادر على إنشاء النشأ على ثقافة الحوار والتحديات الداخلية والخارجية.
الا أن أعلامنا يختلف كثيراً عما ذكر في بداية الحديث، فهو مصطلح يطلق على أي وسيلة أو مؤسسة من شأنها أن تثير الخوف، والهلع، والشقاق بين أفراد المجتمع، وتعمل بأستمرار على تنفيذ أجندات بعيدة جداً عن تطلعات الشعب والجماهير، وأعتمادها في أخبارها ونشراتها على مصادر ال(قيل والقال)، وشخصيات عرفت بعدم نزاهتها وتفضيلها لمصلحتها الخاصة على حساب مصالح الشعب والوطن.
ما يثير الاستغراب; هو اننا نمتلك كم هائل من القنوات التلفزيونية الفضائية ، وعدد كبير من الصحف والمجلات، الا اننا لم نستطع أن نصدر للعالم الخارجي حجم المظلومية، والمعاناة، التي عشناها في السنوات الماضية، فتجد كثير من الشعوب والحكومات في العالم الخارجي، غير مطلعة على ما يحدث في البلد، وخير دليل على ذلك; التقرير الاخير الذي صدر عن منظمة العفو الدولية، والتي اتهمت فيه الحشد الشعبي، بأرتكاب جرائم قتل وأبادة بحق المدنيين العزل.
هذا التقرير الذي اعتمد على شهادات أشخاص ونازحين ومنظمات غير حكومية، وتجاهل المصادر الحكومية ووسائل الإعلام المحايدة، التي تعمل على نقل الاحداث، وعمليات التحرير في قاطع العمليات، على عكس ما جاء بهذا التقرير، وهذا الموضوع هو فشل يضاف الى الفشل الحكومي والاعلامي الذي تتميز به مؤسساتنا على حد سواء .
الى اليوم; لم نحدد ماهية الاستراتيجية الاعلامية التي نريد أن نتبعها، وما هو الهدف الذي نريد تحقيقة من كثرة القنوات المرئية، والمسموعة، والمكتوبة، فجميعها تعمل لصالحها الخاص، بدون ألاهتمام للمصلحة الوطنية، فعلى سبيل المثال تجد أحدى القنوات التي تدعي المقاومة، تهاجم أثيل النجيفي ليل ونهار، وتتهمه بأنه من سلم الموصل لتنظيمات داعش، وفي ليلة وضحاها تطلق علية تسمية " القيادي في الحشد الشعبي " .
خلاصة الحديث; ثلاثة عشر عاماً من التغيير المنشود، ولا زالت مؤسساتنا الاعلامية تعمل وفق العقلية الحزبية، فكل حزب بما لديهم فرحون، متناسين المعركة الكبرى، التي من خلالها نستطيع أن نوفر الدعم اللازم للعملية السياسية الجارية في البلد، حتى أصبح العالم الخارجي لا يميز بين الارهابيين وقواتنا الامنية التي تدافع عن وجودنا، وبات لزاما علينا أن نبحث بجدية عن بعض القنوات والمؤسسات الاعلامية التي تكون داخل منطقة التغطية لا خارجها .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha