المقالات

متى ترتوي هذه الأرض من الدماء؟!

2380 2017-01-16

 زيد شحاثة
 يعرف من قرأ شيئا من التاريخ, كم مر على أرض العراق, من محن وظروف صعبة, وكم سالت عليها من دماء.
 نشأت في العراق, حضارات كثيرة, وقامت دول في حينها, يمكن أن توصف بأنها عظمى, و جرت معارك كبيرة غيرت مجرى التاريخ, ليس للعراق فحسب, ولكن للعالم بأسره.. ولأسباب وأهداف مختلفة.
 ما يجمع كل تلك الأحداث, هو الكم الهائل من الدماء التي سالت, والعدد المهول من الأرواح التي أزهقت.. غالبها أبناء تلك الأرض, التي حبيت بكثير من الخيرات والنعم, مما لا يمكن أن تجدها مجتمعة في أي بلد اخر.
 بعض تلك المعارك والمواقف, كانت لضرورات دينية ووطنية, وأخرى كانت تضحيات عبثية لنزوات حكامطواغيت, وانظمة دكتاتورية, فيما كان بعضها الأخر, لوقوع البلد, في وسط معركة لا ناقة له فيها ولا جمل, كونه يقع بين دولتين أو حكمين متحاربين.
 تكررت تلك المأسي, حتى أعتاد العراقيون حالة الموت, وصعوبة الحياة, وصاروا يستغربون إن مرتبهم فترات هادئة, فلا قتال ولا موت ولا دمار.. لكن هذا حال مصطنع, فحتى القتال والجهاد, يجب أن يكون طلبا للحياة الأمنة.. وعندما لا يكون هناك خيار أخر غيره.. فهل فعلا لا يوجد خيار غير القتال؟!
 مهما طالت المعارك والصراعات, ستنتهي بصلح وسلام يوما ما.. ومن الواضح أن السلام لن يكون مجانيا, وسيحصل على شكل تنازلات متبادلة, وقبول بحلول وسط, تحقق شيئا ما لكل الأطراف.
 إعتدنا في العراق, على وجوه تعيش على المشاكل والصراخ, وتصب الزيت على النيران, وتحاول أن تديم الأزمات, وتطيل أمدها لأقصى وقت ممكن, لأن وجودهم مرتبط بها.. فلا إنجازات لديهم, ولا مشاريع لمستقبل البلد, ولا يمكنهم تقديم أي شيء.. فارغون إلا من نفس طائفي يسعى للفتنة, يطلبون كرسيا للحكم, أو منصبا تافها, ولو بأي ثمن كان.
 اما أن لهذه الأرض ان ترتوي من دمائنا؟ أما أن لنا أن نتفاهم ونتوقف عن الموت لأجل الموت فحسب؟!
 هل التنازل عن أشياء, أو التراجع عن مواقف, أو منح سلطات, او إعطاء حقوق معقولة, لنحقق سلامنا الداخلي.. هو خيار صعب؟ وتلك الدماء؟!
 الشهادة في سبيل دين ووطن ومال.. خيار الأبطال, لكن أن تبقى تلك الخيارات مفتوحة إلى الأبد ومستمرة, لأسباب سياسية, او طلبا للسلطة.. هو العبث بعينه, أليس كذلك؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك