المقالات

أمريكا وتركيا; طلاق بالثلاث.!

1838 2017-01-19

مهند آل كزار بعد حادثة إسقاط الطائرة السوخوي في تشرين الثاني/من العام الماضي، تسارعت خطوات التقارب بين روسيا وتركيا، فبعد حديث الرئيس الروسي بوتين في اليونان نهاية أيار/من السنة الماضية،  عن رغبته في تحسين العلاقات بين البلدين، شرط أن تأتي الخطوة الأولى من تركيا، ردّت هذه بتصريحات إيجابية من نائب رئيس الوزراء نعمان الدين قورتولموش، ومن الرئيس أردوغان نفسه، وقد بعث كل من; أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم تهنئة بمناسبة العيد القومي الروسي والتي قوبلت بالترحيب من قبل الكرملين.
كانت الولايات المتحدة تستثمر كثير من الخلافات الإقليمية، والدولية لصالحها، منذ عام 1945 وحتى الآن، إلا أن تركيا بتحركها المباشر في طلب التصالح مع روسيا، حرمت الولايات المتحدة من ورقة مهمة، وهو ما عبرت عنه صحيفة النيويورك تايمز في الحملة الإعلامية الشرسة التي قادتها ضد تركيا، والتي كشفت عن حجم الانزعاج، والغضب الأمريكي، تجاه التحرك التركي المستقل لأعادة العلاقات مع روسيا الى سابق عهدها.
تيقن أوردوغان; أن عودة العلاقات إلى طبيعتها، واستئناف التبادل الاقتصادي، سيخفف حتماً من حدة العداء، ويلطف من مواقف موسكو الثأرية، خصوصاً وهي متأكده بأن واشنطن، ستمضي قدماً في سياسة الانكفاء عن المنطقة، أو حلّ مشكلاتها، وأن حالة الفراغ الأمريكي، أدّت إلى عودة روسيا كلاعب إقليمي ودولي مهم، ولا مصلحة لها في القطيعة، بل يجب عليها أن تكون في أفضل العلاقات معها.
عند ذلك; عمدت تركيا على تغيير سياستها الخارجية، مع دول الجوار الإقليمي والعالم، بعد أن شعرت أنقرة أن حلف الناتو خذلها، وتركها وحيدة في مواجهة روسيا، في حادثة إسقاط الطائرة، وخصوصاً بعد أن عبر الغرب والأمريكان عن خطأ أنقرة بإسقاط الطائرة، وما كان يجب أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وقد طالب حلف الناتو بعد ذلك بحلّ المشكلة ودياً، وتحسين العلاقة، وعدم توتيرها مع روسيا في القضية السورية تحديداً.
ما زاد الامر تعقيدآ; هو موقف الغرب والولايات المتحدة من الانقلاب العسكري الاخير، ووقوفها موقف المتفرج، بدون أن تقدم أي دعم عسكري أو اعلامي يذكر، على العكس تماماً; من الدور الذي لعبته كل من روسيا وإيران، اللتان قدمتا الدعم المعنوي والاعلامي لحكومة أردوغان، ووقفت بالضد من الانقلاب الفاشل، رغم التقاطعات في الرؤى، والاختلاف في معظم القضايا المصيرية التي تهم المنطقة والعالم.
هذا التقارب; عاد بالنفع والفائدة على المنطقة برمتها، وأنفتاح تركيا على العراق ، وايران، حسم الازمة السورية بوقت قصير، وتوجهت الانظار نحو الحل السياسي بدل العسكري، حيث كانت تركيا وبعض دول المنطقة تطالب بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد عسكريآ، من خلال دعم الفصائل المسلحة بالمال والسلاح، من خلال جبهتين مهمتين; هما الجبهة الأردنية والجبهة التركية.
في الأخير; يبدو أن الرغبات التركية الروسية في التقارب  تلاقت، والفرص والمصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية توافقت، وأن العمل جاري الآن بهمة، ومثابرة على مواجهة التحدّي الأساسي وهو ما عبر عنه مؤخرآ  أغلب المحللين والمتابعين على أنه يصب في إطار مسعى تركيا لتغيير محورها السياسي الدولي، وذلك من خلال اختيار المحور الروسي كبديل للمحور الأمريكي أو الغربي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك