المقالات

العراق نقطة البداية لنهاية الصراع البشري (1)...!


وليد كريم الناصري  يتحدث الأزل عن صراع بين الخير والشر، تغيب حيثياته ومسبباته، خلف الفضاء المظلم، أوعز به الخالق على إختلاف ما يؤمن به المتعبدين،عبر عدة مفاهيم منها (النبوءات والكتب السماوية والمعتقدات والخرافة التي اوجدها المخلوق لنفسه)، تجسد الصراع بصورة النطاق الواسع، بين جانبين يترابطان بحلقة البشرية، فللبشرية صراع فيما بينهم كأشخاص، وبين أنفسهم كأرواح وأجساد من جهة، وفيما بينها وبين خالقها من جهة أُخرى.
منشأ الصراع في المنظور الغير إسلامي:
 هنا إختلفت الرؤى والأطروحات في منشأ الصراع البشري، قال "ماركس" كونه لا يؤمن بوجود خالق، بأنه صراع بين الطبقات، بسبب إختلافها من حيث الوجود والتمايز، وقال المفكر الأميركي "صامويل هنتنجتون" بأنه صراع بين الحضارات، إشتدت وتيرته بين أربعة مسميات،( الإسلام والمسيح والعلمانية واليهود)، أما "داروين" قال إن ما يحصل لا يخرج عن مفهوم"صراع من أجل البقاء" ولكل متصارع جهة وأدوات يعمل بها من حيث فضاءه المتاح.
منشأ الصراع في المنظور الإسلامي:
 الله (جل عُلاه)؛ يرى بالبشرية الخَلق الذي لابد أن يضفي صفة الخير، ولكن بعد مجادلة وإحتجاج حدث في السماء مع الشر، انتهى بتمرد إبليس وحزبه، على إرادة الله بعد سنوات قضاها في عبادته..! لم يجد إبليس فضاء يعمل فيه، بعدما طُرد من السماء حيث الملائكة، وضلت تحاصره اقراص الحجر والنار (الشُهب)، تحرقه بلهيبها كلما حاول الرجوع، فحمل أمتعته نحو الأرض حيث البشر، فحاجج الله بأنه سيجند عباده لصالحه، فأخبره الله بقوله "( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)"
تناهى الله بالدقة في خلقه، من حيث الرحمة والعدل، ولم يجعل للإنسان حجة على إتباعه لإبليس، فبعث الرسل والأنبياء، فكان تقدير "الله" في الرسل، أن يكون نبي مصحوب برسالة، أي كتاب وقيادة، وكان تقديره في الأنبياء الآخرين، بأن يكون منذرين محذرين، يمتهنون صفة المشافهة، وما إن إنتهى عصر الأنبياء، جعل فيهم الخلافة بالإمرة، وما بعدها بالأمامة حتى انتهى بوكالة الأمامة، فكان الله لا يرى مصلحة في محاسبة قومٍ، ان لم يكن فيهم من يدلهم حيث وجود الله وتعاليمه،" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً"
من بعد هذه المقدمة البسيطة، التي أثبتت وجود الصراع مع اختلاف منشأه، نورد بعض الأدلة القرآنية، التي تدعم المنظور الإسلامي في الصراع بين البشرية، والذي تصفه بأنه صراع بين الخير والشر، إبتدأ منذ اللحظة التي نفذ فيها الغرور والتكبر في أحشاء "إبليس" وأمتنع من السجود لــ" أدم" عليه السلام، ومن الملفت للنظر بأن تسمية "الفرقان"، لكتاب الله تفسر لأنه فرق بين الخير والشر، وإن مجمل ما يتحدث به، هو فض ذلك النزاع المدوي منذ الأزل، وطرح مفهوم التعايش السلمي والسلام في البشرية، وعلى هذا الأساس جاءت تسمية"الإسلام"
قال الله تعالى: {ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} وقال: {ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل، وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم}، ويتحدث الله أيضاً، بأن الصراع يأتي أحيانا من العذاب والسخط على الأقوام لأفعالهم، فيقول: وما ربك بظلام للعبيد، ولكن انفسهم يظلمون" وقال أيضاً (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) ولعل قصة فرعون في قوم "موسى" مصداق واضح للصراع البشري، والذي يصفه القرأن بأبشع صورة ومنظر، فيقول"آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ"
نصل الى حقيقة تقول بأن التحديات التي تحيط البشرية، لم تكن وليدة لحدث او صدفة بالعهد القريب، وإنما هو صراع أزلي يلقي بضلاله على المجتمعات والشعوب في بلدان العالم، ولأن العرب تنصلوا عن مسؤولياتهم في مسك زمام العالم، خلال هذه الفترة التي خلت من الشعوب المثقفة، التي تدعو وتدفع بهذا الإتجاه، علينا أن نخلق من رحم التحديات، جيلاً يؤمن بقدرته على التغيير وقيادة العالم، وأن نكون بمستوى المسؤولية، للوقوف مع من تتصف فيهم صفات القيادة المؤثرة الفاعلة.
العراق وكونه قطب الرحى، الذي تدور حوله أقراص الصراع، من حيث شمولية المكونات الأساسية المتصارعة ( المسلمين والمسيح واليهود)، جعله المستنقع الذي تطفوا على واقعه وأرضه، جميع التحديات الغير قابلة لإنشاء بلد يرقى بمستوى القيادة، ولكن لو رجعنا الى القرآن، وما تؤمن به الاديان الأخرى، سنجد أن الشعب هو بريق وقوة الفلز الوحيد، القادر على التحمل والقضاء على ترسبات ذلك الصراع في المنطقة، شرط أن يتوحد وينهي خلافاته الداخلية، والقائمة على أساس الخصخصة بين المكونات المجتمعية..... 
يتبع الجزء (2) لإثبات بأن العراق هو نقطة تحرك المنقذ الموعود الذي تتفق عليه جميع الاديان وملل الشعوب في العالم.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك