المقالات

التعبئة اللوجستيه تحيي أرواح المقاتلين


حين تروم القيام بعمل لابد أن يكون هناك سبب مقتنع به , سواء العمل سلبي أو ايجابي , أما لو كنت تقوم بعمل وتتمنى أن يشاركك فيه الناس لما فيه من المصلحة العامة للوطن والمواطن , لا بد إن يكون لذلك العمل أهمية قصوى .. 

هناك مواطن كثيرة يمكن أن يعبر فيها الإنسان عن مشاعره وميوله الوطنية , وأهمها اليوم المشاركة في القتال ضد أعداء الوطن والمواطن وضد الإنسانية .. ضمن مختلف القوات الأمنية والحشد الشعبي المقدس .. 

ولكن تجربة { الدعم اللوجستي } لم أكن ممارسا فيه , ولم أمارس الدعم اللوجستي ضمن تلك القوافل التي تنقل جميع المواد الغذائية والملابس والمواد التي يحتاجها المقاتل .. حيث إني تعايشت من إخواني أعضاء قافلة { المجاهدون بأموالهم } التي انطلقت يوم الخميس 19-1-2017 من منطقة كرمة علي بالبصرة نحو الشرقاط وبيجي وسامراء والمناطق الملتهبة . 

ما أود الحديث عنه ينقسم إلى قسمين هما { الإصرار والثبات على المبدأ من قبل المجاهدين بشكل أذهل العالم - والثانية النقص في بعض الأمور اللوجستية } وقد يتصور القارئ ان الدعم اللوجستي يمكن أن يغطي حاجة المقاتل من طعام وشراب فقط , غير إن الذي يغيب عن بالكم أخوتي هو بعض الأمور التي لا توفرها وزارتي الدفاع والداخلية ,اما بسبب الشحة المالية او بغيرها .. لا تعتبروا الأمر بالأكل فقط .! لأنه يمكن للمقاتل أن يأكل يوميا وجبة واحدة في وقت نحن ناكل انواعا من الوجبات , ويمكن ان يستغني عن كثير من المواد الغذائية والمقبلات والعصير ومواد التنظيف هذا سهل بالنسبة لهم .. 

ولكن ان يسكت الشعب .. خاصة طبقة التجار والميسورين بالتقصير لحد أن يؤدي تقصيرهم إلى قتل مجموعة من الشباب من الجيش والشرطة والحشد بسبب عدم وجود { ناظور حراري } وليس ليلي .. لتلك المناطق التي تمتاز بالبرودة الشديدة والضباب الكثيف الذي يعطل الناظور الليلي لساعات طويلة ليلا وفجرا مما يسمح للعدو التقرب لقطعاننا , بل قتل عدد منهم كما سمعت هذه قضية لا يمكن السكوت عليها , رغم ان قيمة الناظور الحراري الواحد4000 دولار .ولكنه ينقذ عشرات بل مئات الأرواح.. 

هنا فهمت أكثر قول الله تعالى وبشكل عملي , حين قدم الجهاد بالمال على النفس فقال:{ انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } فما سبب تقديم المال على النفس .. 

1- لا يستطيع جميع الناس المشاركة الفعلية بالقتال , واعني ممن يمكنهم حمل السلاح والقتال , فيقتصر القتال على الذين يطلبون العز من اقصر الطرق للقرب إلى الله .. ولكن لا يمنع ذلك أن يلج الآخرون إلى باب واسع للمشاركة هو المال. 

2- التبرع بالمال لا يقتصر المشاركة على نقطة واحدة في الجبهة بل يمتد على محاور عديدة يغطي احتياجات كثيرة تدعم المعركة ويكون المشارك بماله له في كل موقع بصمة جهادية .. بل يؤسس قاعدة الثبات للمقاتلين . 

3- التبرع بالمال يعتبر حالة إنسانية تعبوية تغطي أنواعا لا يشعرها المواطن إلا من هو في الموضع الدفاعي والهجومي , فيكون المتبرع مشاركا في الخطوط الأولى بماله الذي حقق نصرا على الأعداء .. 

4- الحالة النفسية للمقاتلين الذي يمسكون منافذ الخطر ويعيشون مع الموت يوميا , الذي يتقدم من مكانهم العدو أليك في بيتك وعلى عائلتك , يشعر المقاتل ان هناك شعب بل امة لا تنساه وتبعث له ما يخفف عنه وحشة الفراق وصعوبة الجهاد 

5- هناك شرائح لا ينقل الأعلام كارثتهم , لعدم تغطيته وخوفا من الفضائح للقوى السياسية .. حين تمر القوافل اللوجستية التي تحمل موادا غذائية من مالك الذي تبرعت به للمجاهدين ,لكنه يتحول إلى لقمة في فم جائع لعجوز فقدت معيلها او طفل نازح يمسك الطريق لسيارات الدعم اللوجستي ويعيش على عطاءهم , هناك تسمع أنين البطون وارتجاف الأبدان وذل الصغار والكبار وترى دموع أم فقدت بيتها وزوجها ولم يبق لها إلا يتامى , ولا يصل لها أي مساعدة إلا أنت أخي المتبرع .. هنا يتحقق قوله تعالى :{ إنما نطعمكم لوجه الله } هنا وجه الله تعالى. 

6- وأخيرا وليس آخرا هو رضا الله تعالى {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} نقرض الله عن طريق الدعم اللوجستي ونريد أن يضاعف لنا المال والأجر لأنه واسع المغفرة وهو ارحم الراحمين .. 

 

الشيخ عبد الحافظ البغدادي 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك